عبد الواحد التواتي / ماروك24ميديا
في الصحافة والإعلام تعلمت قيمة الكلمة وقيمة حرية التعبير ولكن ايضا قيمة الانضباط لقوانين المجتمع وقيمة المسؤولية ؛ ولا حرية تعبير بدون ضمير ومسؤولية..
مناسبة هذا الكلام هو انني كنت في جلسة هدوء أتصفح الشبكة العنكبوتية من خلال شاشة هاتفي بحثا عن آخر المستجدات والاخبار ؛ خصوصا التي تهم جهة فاس مكناس؛ فاذا بخبر يظهر على شاشة هاتفي تحت عنوان ” جمعويون بفاس المدينة يلتمسون من السيد والي الأمن إصلاح ما يمكن إصلاحه”.
في بداية الأمر اعتقدت أن الأمر إما يتعلق بنقطة جغرافية سوداء من أحياء المدينة تحتاج الى تواجد أمني مكثف أو أن الأمر يتعلق بوجود سراديب لتعاطي المخدرات والدعارة …غير أنني لما قرأت التدوينة وجدت محتواها مغاير تماما لما اعتقدته في بداية الامر؛ إذ أن الأمر يتعلق بهجوم رخيص ومجاني على رجل أمني معروف بأخلاقه وانفتاحه وتفانيه في العمل بكل مهنية وحرفية وحس وطني… بحيث ان عبارات ومفردات التدوينة متحررة من الضمير والمسؤولية.
وفي هذا الصدد لدي ثلاث ملاحظات أو مؤاخذات على محتوى هذه التدوينة ولا يهمني كاتبها أو هويته؛ لأنني أتعامل هنا مع محتوى التدوينة فقط.
الملاحظة الأولى : هي أنني لما قرأت عنوان التدونية ؛ ربطت الاتصال برؤساء عدة جمعيات من فاس المدينة لمعرفة حيثيات ما جاء في التدوينة طالما أنها منسوبة لجمعيات فاس المدينة؛ أذ أن جميع رؤساء الجمعيات الذين تواصلت معهم هاتفيا لا علم لهم بالخبر المنسوب لهم ؛ ومنهم من لا يعرف اصلا من هو نائب المنطقة الأمنية الأولى ؛ ومن يعرفه منهم يشيدون بأخلاقه وسلوكه المهني القويم.
الملاحظة الثانية هي أن بعض العبارات التي تتضمنها التدوينة استفزتني استفزازا كبيرا منها على سبيل الذكر لا الحصر عبارة ” لن نسمح لاي كان إفساد المؤسسة الأمنية….” بينما العبارة الثانية ” منذ تعيينه نائبا وهو طالع هابط في الشوارع مع الشيفور في الطوموبيل”.
العبارة الأولى تعطي الانطباع بأن ما أسماه كاتب التدوينة بـ “الفساد”قد حدث فعلا ويحدث؛ ومن ثمة يجب عدم السماح باستمراره؛ وهذا يتجاوز منطق الاتهام الى منطق الإدانة .. والإدانة تبقى حصريا من اختصاص القضاء…وهو ما يعني ان كاتب التدوينة نصب نفسه قاضيا واصدر حكما بالإدانة.
أما العبارة الثانية؛ فهي تعني شيء واحد وهو إما أن كاتب التدوينة “كذاب” أو أنه لا شغل له سوى مراقبة تحركات نائب المنطقة الأمنية الأولى ؛ فاذا كان كذاب فهذا يعني انه مدفوع من جهة ما أو أنه يمارس ابتزازا مفضوحا أو له عقدة شخصية مع المسؤول الأمني المستهدف في تدوينته ؛ أما إذا كان يراقب تحركاته ورصده طالع هابط في الشوارع مع الشيفور في الطوموبيل ؛ فهذا اشكال آخر يدين كاتب التدوينة ..ولكنني استبعد هذه الفرضية.
أما الملاحظة الثالثة هي أن نائب المنطقة الأمنية الأولى كان سابقا يعمل بالدائرة الأمنية 19 ؛ ويكفي أن تستفسروا الجمعويين العاملين بمنطقة الزهور عن تقييمهم لشخصية هذا المسؤول الأمني ومدى انضباطه المهني وحسن تدبيره للشأن الأمني بالزهور سابقا ..زيد على ذلك أنه ترك انطباعات جيدة واثرا طيبا لدى معظم سكان منفلوري ؛ وهاتفه شغال 24/24 ساعة و7/ 7 ايام.. ولا يتهاون في الجوانب التي لها علاقة بالانضباط المهني والتجاوب السريع مع مظالم المواطنين والمواطنات والخدمات المقدمة لهم.