مازال الناس في هذا البلاء النازل، فيروس كورونا المستجد، يحاولون التأقلم مع الوضع الجديد والالتزام بقواعد السلامة في الحجر الصحي، ويذكر بعضهم بعضًا بهذه القواعد وأهمية الالتزام بها، ويطرحون حلولاً من أجل قضاء الحوائج اليومية من جلب قوت وتنقل للحاجة وغيرها. وفي ظل كل هذا هناك من ينسج في منوال آخر يجعلنا نتساءل ونبحث عن تحديد وتعريف جديد لمصطلح المواطن الصالح.
إن أول ما يخطر بخلد الواحد منا هو أن المواطن الصالح هو ذلك الإنسان المحب لبلده الخائف على مصالحه الناصح الأمين له والذي يتصرف بما يعود بالصلاح على بني شعبه.
ومن الأشياء التي الهامة في هذا النصح هو تبيين ما يجري في الأسواق من سلع جيدة وأخرى رديئة وسلع رخيصة وأخرى غالية. بل إن المسلم ملزم بهذا النصح عندما يكون هو صاحب السلعة التي يبيعها التزامًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتبايعين: “فإن صدقا وبيّنا بورك لهما”، أي إن صدقا في المزايا وبيّنا العيوب بورك لهما، وبمفهوم المخالفة أنهم إن لم يفعلا لم يبارك لهما.
ولهذا فإن انتقاد السلعة الفلانية والعلانية وإعلان الواحد منا أنه لن يشتريها إمّا لرداءتها أو لارتفاع ثمنها بالنظر لتكلفة صناعتها أو العائد الذي تعود به على المشتري لا يمكن أن يكون جريمة، وهو من دفاع الناس بعضهم ببعض حتى يتحقق التوازن ولا يكون المشتري تحت رحمة البائع.
ومن هذا فإن من صلاح المواطنة الدفاع عن حقوق المشتري حتى تتقدم عجلة التصنيع في بلادنا ونطور منتوجاتنا أكثر لنصل بها إلى جودة أكبر. ومن حق البائع الربح كذلك بالمعروف وتقييم سلعته بالثمن الذي يراه مناسبًا بادئ الأمر، ولكن من حق المشتري أن لا يشتري وأن لا يُكمم فوه فقط لأنه قال رأيه في سلعة ما، وبهذا التدافع تحقق المصلحة فيستفيد الوطن، ولا يجدر بنا الحجر التعسفي على أحد هذين الطرفين وإلاّ اختل التوازن وانقلبنا بعاقبة غير محمودة.
زكرياء عالم
كاتب رأي
شاهد أيضاً
عن معنى جغرافية الرماد و الدخان !
عبدالواحد التواتي/ماروك24ميديا بقلم : عبد القادر العفسي بالمباشر ، إن المؤامرة التي دبرها العديد من …
إذا لم تكن مستوعبا لمفهوم الأمن، أنصحك بالصمت
بقلم / محمد القاضي كنت جالسا في مقهى خارح مدينة فاس أرتشف قهوتي ، …