الخميسات : انتحار شاب بغابة المقاومة ينذر بالخطر

ماروك24ميديا

مباشرة بعد أيام من إسدال الستار على مهرجان ظن البعض انه متنفس للشباب التائه ، وأنه سيخفف من يأسه وإحباطه في مدينة خاصمتها التنمية في كل المجالات، اهتزت الخميسات على خبر تم تناقله في مواقع التواصل الاجتماعي بعد فاجعة انتحار شاب في 26 من عمره اليوم بغابة المقاومة،
أحياء المدينة تحكي عن المأسي، انتحارات متتالية تتنقل بين الدروب و الأزقة، ودادية اسكار، حي التمور، سينما النور، حومة صحراوة، زنقة علال بن عبدالله، حي الجمايكا. الفاجعة انتقلت بين الذكور والاناث، بين الشباب والشيوخ، بين التلميذ والطالب والموظف و لم يجتمع المسؤولون لدراسة مشاكل المدينة، و تأثيرها القهري.
مدينة اعدمت نواتها الجامعية، و نقضت اتفاقية شراكتها ومعها استمرارية التقة في المؤسسات الحكومية، وانتهكت عدالتها المجالية لتفسح المجال للشعور بالاهمال والاقصاء . فلا حق لأبنائها في جامعة ذكية تضمن حقهم الدستوري في التعلم و تمتص اضطراباتهم النفسية، ولا مصانع ولا شركات توفر لهم عملا كريما ينقضهم من العطالة والتفقير، ولا متنفس طبيعي علاجي بحدائق وملاعب قرب في كل الأحياء. فمجالها الأخضر ترام عليه لوبي العقار ليتم تحويله إلى أبراج اسمنتية.
شباب احفور المعطي متشردون يتسلقون لاقط اتصالات للفت انتباه المسؤولين، و جمعيات المجتمع المدني منسغلون في تنظيم مهرجان يهدر أموال المدينة المنكوبة و يترك أهلها صرعى يتخبطون في فضاعة الآفات الاجتماعية (عطالة، تفقير،انحراف دعارة، انتحار..) فحتى الوازع الديني اندثر بعد الاندفاع الجارف نحو الحداثة المزيفة و العولمة الجارفة بفساد أخلاقي ومالي متسارع. ودور الشباب تحولت إلى ملهى راقص في أغلب أنشطته، وتخلت عن دورها التربوي التأطيري،و الإرشادي.
و السؤال الذي يطرحه الجميع هل ينتظر مسؤولوا المدينة انفجارات اجتماعية جماعية، بعد أن دقت الغابة الطبيعية ناقوس خطر مدوي بأنها عاجزة عن امتصاص غضب وألم وحسرة ويأس الإنسان الذي يقبع في مستنقع الاقصاء والتهميش؟
متابعة عفاف بنزكري من الخميسات