بقلم جواد الكعابي، فاعل سياسي ومرشح سابق لمنصب عمدة المدينة بالكيبيك
هل تبخيس عيد العرش بكندا وخدعة الجالية المغربية سيعجل بسحب الوسام الملكي من أحد الطرفين المنظمين لهذا العيد المجيد؟
هل المنظمين لعيد العرش يستغلون هذا الحدث من أجل التسويق ومن أجل الحملة الإنتخابية لحزب أحدهم الليبيرالي؟
فكما يعرف الكل بأن أحد المنظمين للإحتفالات بعيد العرش هو منخرط في الحزب الليبيرالي، وكما لاحظنا وقت الإحتفال تم سطو الحزب الليبيرالي المعارض بالكيبيك على الإحتفلات بعيد العرش بكندا للقيام بحملته الإنتخابية. حيث تم تجنيد المنخرطين بهذا الحزب، ألبسوهم أقمصة حمراء وعليها شعار صوتوا للحزب الليبيرالي(Votez Libéral)، وهذا بحضور البرلماني المغربي ورئيسة حزبه في المعارضة الذي لم يتعدى عدد برلمانييه 29 برلماني.
ولما أخذ البرلماني المغربي عن الحزب الليبيرالي في المعارضة الكلمة، عوض الكلام عن عيد العرش، ومحاولة التسويق للسياحة المغربية والتعريف بالمغرب، استغل الفرصة وقدم رئيسة حزبه بالوزيرة الأولى المستقبلية للكيبيك، وهنا يتضح بأن عيد العرش هذا أخذ صبغة سياسية وكأنه لقاء نظمه الحزب الليبيرالي وخاصة الإنتخابات ستجرى في 3 أكتوبر القادم.
واعتبر جواد الكعابي، الفاعل السياسي بكندا هذه الخطوة بمثابة خداع وخيانة للدبلوماسية المغربية المتواجدة بالحفل، حيث حضرت للإحتفال مع أفراض الجالية بعيد العرش، فإذا بها تجد نفسها أُسقِطت في هذا الفخ، وكما هو متعارف عليه, فإن الديبلوماسية في العالم كله وفي مثل هذه المواقف، تتسم بالترزن وبالهدوء وخاصة أنها تتواجد مع ألفين أو ثلاثة آلاف من مواطنيها، فتجد بأن هذه الوضعية فُرضت عليها حيث كان مذبر لها بإحكام من طرف المغربي البرلماني ورئيسته ومناضلي حزبهم الليبيرالي الذي فقد شعبيته وربما أيضا بمباركة أحد المنظمين العضو في الحزب نفسه، حيث كانت الأقمصة جاهزة والخطابات السياسية أيضا مدروسة. واستمر جواد الكعابي بوصف هذا الفعل بالإستهزاء بذكاء الجالية المغربية بكندا، حيث استدعيت هاته الأخيرة للإحتفال والإستمتاع بأغاني العشرات من الموسيقين، فإذا بها تجد نفسها في وسط تطغى عليه الحملة الإنتخابية أكثر من أي شيء آخر.
لم نرى في المشهد أي حزب آخر، فقط كان حاضرا الحزب الليبيرالي الكيبيكي بثلاثة برلمانيين ومجموعة مناضليهم الذين كانوا مدبرين كل شيئ وجاهزين من البداية، برلماني من الحزب الليبيرالي الفدرالي وفقط سياسي واحد من حزب آخر، إذن هل نفهم جيدا من هذا أنها كانت حملة ليبرالية بامتياز؟
كما لا يخفى علينا بأن أحد الطرفين المنظمين لحفل عيد العرش هذا، هو عضو أو إذا أردنا أن نقول منخرط ومناضل الحزب الليبيرالي حيث يحضر لمعظم أنشطته الرسمية، فهو في نفس الوقت حاصل على وسام ملكي حسب مايقال ويشاع، وبتصرفه هذا بتحويل الإحتفالات بعيد العرش إلى حملة إنتخابية محضى لحزبه، فهل بهذا التصرف يكون قد خَلَّ بشروط الحفاظ على الوسام الملكي ويستوجب سحبه منه ؟ فهذا هو السؤال؟
فكما هو متعارف عليه، فكل حاصل على الوسام الملكي، هو ملزم بالحفاظ على السمعة والسلوك الذين يتماشون مع شروط الحفاظ على الوسام، وبهذا التصرف، يعني إقحام أو اتخاد من تنظيم عيد العرش كوسيلة لخدمة أجندة حزبه السياسية، خدعة الديبلوماسية المغربية التي وجدت نفسها في هذه الورطة المدبرة بإحكام وكذا الإستهزاء بذكاء الجالية وخصوصا هذا التصرف يدفع بالجالية إلى التفرقة، حيث يوجد من بينها مناضلي أحزاب أخرى، والذين ممكن سيتموقفون من عيد العرش الذي سيرونه مجرد حملة لخصومهم السياسيين، أفهل هذا التصرف سيدفع صاحب الجلالة الملك محمد السادس بسحب الوسام الملكي من الشخص؟ فهذا هو السؤال.
كما نسجل أيضا أنه تم استدعاء الجالية من طرف المنظمين للحضور إلى رفع العلم الوطني ببلدية لاڤال وبلدية منتريال الشمالية بمناسبة عيد العرش، فلم يتعدى الحضور 14 شخصا في الحالتين، وهذا يعني بأن المنظمين ليس لهم أي تأثير على الجالية، وسُجِّل كذلك غياب عمدة مدينة لاڤال، ومن هنا ممكن أن نكون قد فهمنا الرسالة، على أن السياسيين الكنديين أصبحوا واعون بأن الجالية في واد ومنظمي الأنشطة في واد آخر.
لكن عندما تم استدعاء الجالية للحضور لحفل موسيقي يشارك فيه تقريبا 20 موسيقيا وفنانا، فاستجاب من 2000 إلى 3000 آلاف فرد للحضور، وهذا شيئ عادي، الموسيقى والغناء والمرح يجلب الناس للاستمتاع ولو حتى لم يسمعوا أبدا أو يعلموا بمن هو المنظم، المراد بالقول من هذا، يعني أن المنظمين ليس لهم أي تأثير على الجالية، فبالعكس، فلقد لاحظنا غياب شبه تام للطاقات الحية والنشيطة للجالية من هذا الحفل، ويعلقون بعض المعلقين في الفيسبوك عن هذا التساؤل، “عاقوا بهم”.
إذن لإجتناب تفرقة أفراد الجالية حول رموز المملكة أي ” عيد العرش” وجب إعادة النظر في تنظيم هذا الأخير من طرف المجتمع المدني بالخارج.