عبد الرحيم الغزالي وليلي 24
أضحى تأمين المحيط الخارجي للمؤسسات التربوية يفرض نفسه بشكل ملح في السنوات الأخيرة، بعدما أصبح يشكل هاجسا حقيقيا للطاقم الإداري و هيئة التدريس و التلاميذ و أوليائهم، خاصة أن المشكل الأمني بمحيط المؤسسات التعليمية يزداد ترديا و خطورة إلى درجة أن اختراقات أمنية متعددة أصبحت تطال بشكل يومي فضاءات المؤسسات الداخلية في عدد من المناطق بالمملكة و منها الثانوية الإعدادية محمد الزرقطوني المتواجدة بمركز جماعة عين الشقف القلب النابض لإقليم مولاي يعقوب بجهة فاس-مكناس، التي يجاوز التهديد الأمني الذي يطال روادها من أطر تربوية و تلاميذ بمحيط المؤسسة – متمثلا في ترويج المخدرات و الحبوب المهلوسة و السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض و التغرير بالتلميذات القاصرات و استدراجهن لاستغلالهن جنسيا في وضح النهار من طرف بعض الغرباء عن المؤسسة و المنحرفين- إلى داخل المؤسسة التي لا تتوفر على البنية التحتية اللازمة للحفاظ على خصوصية هذا المرفق العمومي المكشوف و المتاح لشتى أنواع المنحرفين، الذين يقتحمونه بشكل متكرر بسبب ارتفاع سور المؤسسة الذي لا يتجاوز المتر و نصف، إما للتشويش على سيرورة الحصص الدراسية خاصة بساحات التربية البدنية، أو لاستهداف التلميذات و محاولة اغتصابهن، أو قصد نهب الممتلكات العامة للمؤسسة و تخريب مرافقها.
و في تصريح لبعض أولياء أمور تلاميذ ثانوية محمد الزرقطوني الإعدادية عن سبب مرافقة أبنائهم إلى باب المؤسسة، أعربوا جميعا عن غياب دوريات الدرك الملكي بمحيط المؤسسة الأمر الذي جعل المكان مرتعا لبعض المنحرفين و المجرمين الذين يستهدفون أبناءهم بصور مختلفة، كما أعربوا عن تخوفهم من استهداف أبنائهم خاصة البنات حتى داخل المؤسسة من طرف هؤلاء المنحرفين بسبب الاقتحامات المتكررة للمؤسسة بسبب انخفاض علو سورها.
هذا وقد أكد و أوضح مصدر مسؤول من داخل المؤسسة أن ثانوية محمد الزرقطوني الإعدادية لا تعاني فقط مما تقدم ذكره، بل هي غير مرتبطة بشبكة الواد الحار التي تحيط بالمؤسسة من جميع الجوانب وتعتمد فقط على الحفر ! بالإضافة إلى أن المؤسسة تعاني طيلة كل يوم اثنين بسبب السوق الأسبوعي لعين الشقف من تشويش لا يطاق ينعكس سلبا على السيرورة الطبيعية للعملية التعليمية و التحصيل، بسبب مكبرات الصوت التي تنصب بجوار المؤسسة من طرف الباعة، هذا مع استغلال باحة المؤسسة كموقف لسيارات و شاحنات الباعة و المتبضعين، مما يعرقل ولوج المؤسسة من طرف الأطر و التلاميذ على حد سواء، و أكد المصدر المسؤول أن إدارة المؤسسة راسلت و بشكل متكرر كل من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة و عمالة و باشوية و جماعة مولاي يعقوب و مصالح الدرك الملكي بالجماعة دون جدوى !
إن مشاكل الثانوية الإعدادية محمد الزرقطوني بجماعة عين الشقف كنموذج و غيرها أضحى يطرح ركاما من الأسئلة على كل من يرتبط من قريب أو بعيد بالمنظومة التربوية، حيث لم يعد لا التلميذ ولا المدرس ولا الإداري ولا حتى ولي أمر التلميذ يطمئن إلى مؤسسته التربوية و الوضع كما تقدم ! فهل سيظل الوضع القائم يعرقل بغفلة من الجميع، المجهودات التي تبذل من أجل تحسين جودة العمل التربوي؟ و إلى متى سيظل التعاطي مع مشاكل إعدادية محمد الزرقطوني تطبعه البرودة و يلقي كل طرف من الأطراف المعنية المسؤولية على الطرف الآخر ؟ ومتى نحول هذا الفضاء الذي أصبح مطمعا للمنحرفين و المجرمين إلى فضاء يتماشى والصورة الحقيقية للمؤسسة التربوية بغية إعادة الثقة للمؤسسة العمومية التي ينادي بها وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بين الفينة و الأخرى.