الرئيسية / الرأي / تأملات فلسفية وإبستمولوجية في ” لا إله إلا الله”.

تأملات فلسفية وإبستمولوجية في ” لا إله إلا الله”.

بقلم /محمد القاضي

عندما نتأمل بعمق في الفقرة الأولى من الشهادتين – أي لا إله إلا الله- يتضح لنا بالملموس أنه يتكون من مقطعين إثنين هما:
1-لا إله
2-إلاّ الله
المسافة البحثية والتأملية بين ” لا إله” و “إلا الله” طويلة جدا وتحتاج إلى تأملات فكرية وعلمية وجهود مضنية، لا يعرفها ويدركها إلا النبهاء.
المقطع الأول يبتدئ بحرف نفي، ويفيد أنه لا وجود لأي إله أو رب، وهو ما يعني أن الله خصّنا بالعقل ودعانا إلى الانطلاق من فرضية عدم وجود الله لإثبات وجوديته عبر مسلك البحث عن حقيقة وحدانية الله وألوهيته وربوبيته من خلال التأمل الفكري والفلسفي والإيبستمولوجي والتأمل في عظمة الكون والقوانين الدقيقة جدا التي تُدار بها شؤون هذا الكون وشؤون مخلوقاته والكواكب والنجوم المرتبطة به بطريقة منظمة ومنتظمة… وهذه المسيرة البحثية والتأملية الطويلة ستقودنا حتما في النهاية إلى الاعتقاد والإقرار بوجود قوة خارقة فوق كل القوات هي التي تدير شؤون هذا الكون… إنه الله الواحد الأحد رب العرش العظيم، الذي كرم بني آدم من خلال إعطائه حرية البحث عن حقيقة وجوديته قبل الإيمان بوحدانيته وألوهيته.

أما المقطع الثاني ، فإنه يفيد الإقرار والتأكيد على وحدانية الله وسرمديته وألوهيته والإقرار بعظمته وسلطانه في تدبير شؤون هذا الكون على أساس قوانين مضبوطة ودقيقة جدا، ويفيد كذلك أن الله يعلم مسبقا أن كل إنسان بحث بنباهة ورجاحة عقل في دروب التأمل في عظمة الكون سيخلص علميا إلى الإقرار بوجود رب واحد يدير هذا الكون بدقة متناهية….. إنه الله الذي يعلم ما نخفي وما نجهر، إنه الجبار القوي القهار الواحد الأحد رب العرش العظيم.. إنه الله الرحمان الرحيم الذي حمى أجساد أهل الكهف لمدة 309 سنة وصان سيدنا إبراهيم من النار الذي سعّره له نمرود……
إنه الله الذي سينتصر لنا جميعا من الذين يسلبوننا حقوقنا ويسرقون منا أحلامنا وينغّصون علينا حياتنا ويعظّمون من معاناتنا وآلامنا… إنها عدالة الله التي لن ينفع فيها لا مال ولا نفوذ ولا شهود زور ولا اي تدخل من اي نوع.

إنه الله الذي سيجعل من فراعنة الدنيا وخبّاثها حطب جهنم… وإنني لا أرى ذلك الوقت ببعيد، فكما مرت ملايين السنين منذ آدم وحواء إلى اليوم، ستحذو حذوها ما تبقى من عمر الدنيا.

إذا كان الله يكرمنا بالحرية ويعطينا حق التأكد من وجوده ووحدانيته وألوهيته قبل الإقرار والإيمان به، فكيف يسمح بعض الناس بمنح أنفسهم صفة وكلاء الله في الأرض والتي بمقتضاها يتدخلون في أمور الناس على أساس أمزجتهم وتقطيع رؤوسهم ووو.
إنه الله الذي سينتصر للإنسانية من شرور الماسونية ومن يدور في فلكهم من الاغبياء وعبدة الدوفيز والجنس والكرسي.


السرمدي: لا بداية ولا نهاية له

شاهد أيضاً

عن معنى جغرافية الرماد و الدخان !

عبدالواحد التواتي/ماروك24ميديا  بقلم : عبد القادر العفسي بالمباشر ، إن المؤامرة التي دبرها العديد من …

إذا لم تكن مستوعبا لمفهوم الأمن، أنصحك بالصمت

  بقلم / محمد القاضي كنت جالسا في مقهى خارح مدينة فاس أرتشف قهوتي ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *