عرف الأيام الأخيرة انتكاسة كبيرة بارتفاع عدد الإصابات و مع تمديد الحجر الصحي زاد جو الإحباط و القلق و الترقب.
فاس ليست مدينة صناعية و لا إدارية، أغلب أنشطة أهلها التجارية محدودة في الزمن و الدخل، إما أعمال حرة أو بالقطاع الغير المهيكل “مصور نهارو”، صناع تقليديون، بائعون متجولون، مستخدمو مطاعم و مقاهي، حلاقون، كسالون… كل منهم يعيل أسرة و يشارك في إعالة أخرى.
حسب المندوبية السامية للتخطيط فإنه خلال السنوات الأخيرة و بسبب سياسات الحكومات الشعبوية عرفت قدرة المغاربة على الادخار تراجعاً كبيراً، ما جعل العديد منهم الآن بالحرف “يد القدام و يد اللور”. و للأسف حتى الدعم الذي من المفروض أن يخفف تأثير الجائحة فقد حرم منه العديد ممن يستحقونه و صب في جيوب العديد ممن لا يستحقونه.
اتحد المغاربة كالسور لمواجهة الجائحة، لكن هذا السور كان ينخره الجهل و الفساد و المحسوبية و الطمع و عدم المسؤولية… نتمنى من الله أن يرفع هذا لبلاء عنا قبل أن يتداعى ما تبقى منه. و ما ارتفاع حالات الانتحار تحت الضغط النفسي و المادي إلا دليل على الخطر المتنامي.
من يلقي بنفسه لقوارب الموت هروباً من الفقر لن يتردد في دخول عرين الكورونا، و الفقر فتنة و الفتنة أشد من القتل.
محمد علمي