عرفت بلادنا مساء اليوم هطول أمطار الخير في مختلف ربوع وأقاليم المملكة ومن ضمنها مدينة فاس التي شهدت بدورها تساقطات غزيرة، وفي غضون قليلة تراوحت بين العشرة دقائق والثلث من الساعة، أدت إلى فياضانات وتوقف حركة السير في جل الطرق الرئيسية بالمدينة، وتحديدا في الطريق الرابطة بين أحياء زواغة العليا وحي المرجة قنطرة السكة الحديدية، و كذلك الطريق الرئيسية الرابطة بين أحياء بنسودة والمسيرة وعين الشقف قنطرة السكة الحديدية منطقة “الجزارين”، بحيث تعرف هذه الطرق من كل سنة مثل هكذا الوضعية الكارثية والشلل التام في حركة السير لساعات طوال.
الشيء الذي يفضح هشاشة البنية التحتية للمقاطعة لاسيما في هاذين الممرين الحيويين، اللذان يرطبان بين دوائر زواغة السفلى ودوائر زواغة العليا لمقاطعة زواغة، مما يضع مجلس مقاطعة زواغة برئاسة النائب البرلماني عبد الواحد بوحرشة في موقف محرج، بسبب تقاعسه وعجزه في ترميم وإصلاح قنوات الصرف الصحي لطرق هاذين القنطرتين أمام ساكنة المقاطعة، التي أعطت أصواتها بسخاء للمجلس الحالي الذي تقوده أغلبية من حزب العدالة والتنمية في آخر انتخابات جماعية شهدتها المملكة.
إذ تعزى الأسباب الهامة والمتنوعة التي تقف وراء هذه الكارثة من كل سنة إلى :
_التجاوزات الفادحة في تنزيل التصاميم الهندسية والدراسات للمشاريع على أرض الواقع كما هي، عند تشييدها أول مرة من طرف المجلس السابق بزعامة حميد شباط وفريقه من حزب الإستقلال.
_تخادل المجلس الحالي الذي يطفي شمعته الرابعة من التسيير المطلق للمقاطعة وكفه عن القيام بمهامه الدستورية وإصلاح الأعطاب، بدريعة مفادها أن الطرق والقنطرتين هما من إنجازات المجلس السابق وأنه لايتحمل المسؤولية فيما يحصل بل يتحملها حميد شباط ومستشاريه الذين بنيت هاته المشاريع في عهد تسييرهم.
_غياب معارضة للمجلس تكون حقيقية وقوية وذات ثأثير في ظل استقالة الفريق الإستقلالي من المجلس الذي يتكون من تسعة مستشارين كردة فعل على مرارة الهزيمة الانتخابية التي تلقاها في آخر انتخابات جماعية عرفها المغرب بعدما كانت له الأغلبية الساحقة في المجالس السابقة.
_غياب مجتمع مدني قوي فاعل ونشيط من خلاله تفرض رقابة شعبية على المجلس وتذكره بمهامه الدستورية والقانونية، و حجم الأمانة الملقاة على عاتقه أمام جلالة الملك و القانون و المواطنين كلما أخذته الغفلة والإستهتار بمعاناة الساكنة، ويجعله ينضبط لنبض الساكنة ويتجاوب مع مشاكلها ومعاناتها .
وإلى حين كتابة هذه الأسطر، تبقى دار لقمان على حالها بديمومة هذه المعاناة التي تؤرق ساكنة مقاطعة زواغة من كل سنة في ظل بنية تحتية هشة إن لم نقل عنها منعدمة الأصل، وفي ظل مجلس مقاطعة صوري همه الوحيد كان هو السعي و المثابرة الجادة في الظفر بالغنائم الإنتخابية مجلس فاشل وعاجز عن تنفيذ وعوده (و برامجه) الإنتخابية، برئاسة النائب البرلماني عبد الواحد بوحرشة وفي ظل معارضة غائبة كليا من حزب الإستقلال تقوم بواجباتها….
بقلم رضوان العروسي