متابعة/ماروك24ميديا
انعقدت اليوم دورة استثنائية للمجلس الجماعي بالخميسات، دورة ناقشت ملفات متعددة، لكن بالنسبة لي كمواطنة وشابة من هذه المدينة، كانت نقطتان هما جوهر النقاش والقلق الحقيقي:
1. اقتناء أرض بجماعة آيت أوريبل لإحداث منطقة صناعية.
2. موضوع إلغاء مهرجان المدينة وتقسيم ميزانيته.
فيما يخص النقطة الأولى، لا يسعني إلا أن أحيي بحرارة المجهودات الكبيرة التي يقوم بها السيد عامل الإقليم والمجموعة المرافقة له.
فالدورة جاءت عقب سلسلة من الاجتماعات الفعلية مع السيد العامل الجديد، الذي قدم مقترحات عملية للنهوض بالإقليم وتقديم الأولويات، وهو ما كنا ننتظره فعلًا منذ زمن. منذ مجيئه، والخميسات تعرف دينامية غير مسبوقة. هناك تحرك، إرادة، ومبادرة. وهذا أمر غير اعتيادي بالنسبة لإقليم عانى طويلاً من الجمود والرتابة.
لكن السؤال المؤلم الذي لا بد من طرحه:
لماذا نحتاج في كل مرة لتدخل السلطة الإقليمية لكي يتحرك المجلس؟
أين هم المنتخبون؟ أين الحس بالمسؤولية؟ لماذا نصوت إن كنا سنبقى دائمًا في موقع المنتظر؟
أما بخصوص موضوع إلغاء مهرجان المدينة، فقد كان ملفًا شائكًا أثار نقاشًا واسعًا داخل المجلس وخارجه.
قبل الدورة، راج أن الإلغاء جاء في إطار التضامن مع القضية الفلسطينية. لكن خلال الجلسة، تم التوضيح أن القرار جاء لتوجيه الميزانية إلى أولويات استعجالية، وتم تقسيمها إلى:
50 مليون سنتيم للأنشطة الثقافية، و50 مليون سنتيم لمتطلبات المدينة.
ومع ذلك، برزت مواقف مثيرة، من بينها مداخلة إحدى عضوات المكتب المسير التي دافعت بحرقة عن القضية الفلسطينية، معتبرة أن موقف التضامن يُعبّر عن انتماء عميق للقيم الإنسانية.
لكنني، وبكل صدق، تمنيت لو أن تلك الحرقة خُصصت لقضايا ساكنة الخميسات.
نريد مَن يدافع عنا نحن، نحن الذين ننتظر حدائق، مكتبات، فرص شغل، وكرامة.
أنا لست ضد فلسطين، بل معها دومًا، لكنني ضد تحويل المجالس المنتخبة إلى منابر لتسييس القضايا الإنسانية.
ضد أن يُرفع صوت غزة في قاعة يُفترض أن تُرفع فيها أصوات من ينتظرون الحلول هنا.
وخلال النقاش، لم يخفِ بعض الأعضاء رفضهم لإلغاء المهرجان، مبرّرين ذلك بكون الجالية المغربية بالخارج ستعود صيفًا، وأنه من الواجب توفير أجواء من الترفيه والفرح لها.
وهنا أسأل: وأين موقعنا نحن؟ نحن الذين لم نغادر، الذين نعيش الواقع بكل ثقله، ونعاني من نقص الفضاءات والثقافة والعدالة المجالية؟
هل يجب أن نُقصى لأننا لا نملك تذكرة عودة من الخارج؟
هل يُصنع الفرح فقط للزائر بينما يُنسى المقيم؟
وفي المقابل، ثمّن بعض الأعضاء طرحًا متوازنًا:
عدم إلغاء المهرجان، ولكن إعادة صياغته وتوجيهه نحو ما هو نافع.
واقترحوا تنظيم ندوات فكرية، أنشطة ثقافية، ودعم المثقفين المحليين الذين يمثلون الخميسات في المحافل الوطنية والدولية.
وهو طرح أحترمه وأعتبره منطقيًا وفعّالًا.
رأيي الشخصي:
هذه ثاني دورة أحضرها كمواطنة، وراقني مستوى النقاش لدى بعض الأعضاء، من الأغلبية والمعارضة معًا.
راقني دفاعهم الجاد عن النقط المدرجة، وأيضًا وجود بعض الأصوات العاقلة التي تتدخل مثل طبيب نفسي حين يحتدم النقاش ويتحول إلى مشادات.
هذا ما نحتاجه: حوار ناضج، محترم، مسؤول، يليق بمؤسسة تمثل الناس.
اقتراحات لتنمية الخميسات:
1. إحداث مركز ثقافي جهوي يحتضن الشباب والمبدعين.
2. دعم المقاولات المحلية عبر تسهيلات إدارية ومالية.
3. تأهيل الحدائق والمرافق الرياضية لتكون في متناول الساكنة.
4. تمويل مبادرات ثقافية جادة بدل الاقتصار على سهرات سطحية.
5. إدماج المثقفين والفنانين في التخطيط الثقافي المحلي.
دعوة للمنتخبين:
إلى كل من انتُخب ليمثلنا… كفى من الانتظارية!
الخميسات لا تحتاج خطبًا، بل أفعالًا. لا تحتاج تصفيقًا، بل قرارات حقيقية.
توقفوا عن الشعارات. وابدؤوا من مشاكلنا نحن. من أبسط الحقوق التي لا تزال مؤجلة منذ سنين.
نريد مسؤولين يدافعون عنا كما دافعوا عن غزة.
نريد غيرتكم على الخميسات، لا فقط على قضايا بعيدة.
بقلم: لطيفة بنعاشير