google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / الإزدواجية في التعامل مع ملف أسر الشهداء وملف الإنصاف والمصالحة وعودة المغرر بهم

الإزدواجية في التعامل مع ملف أسر الشهداء وملف الإنصاف والمصالحة وعودة المغرر بهم

متابعة/ماروك24ميديا 

شهدت المملكة المغربية محطات مفصلية في تاريخها الحديث، خصوصًا فيما يتعلق بالوحدة الترابية والدفاع عن السيادة الوطنية، حيث قدّمت أسر شهداء حرب الوحدة الترابية بالصحراء المغربية تضحيات جسام، راح ضحيتها آلاف الجنود المغاربة دفاعًا عن الوطن. ورغم هاته التضحيات، لا تزال هاته الأسر تعاني من تهميش ممنهج وتأخير في إنصافها الفعلي: المادي والاجتماعي، مقارنة بملفات أخرى حظيت باهتمام خاص من الدولة، مثل ملف الإنصاف والمصالحة وملف عودة المغرر بهم من مخيمات تندوف.

1. أسر الشهداء: تضحيات عظيمة وإنصاف ناقص

قدّمت أسر الشهداء أبناءها فداءً للوطن في معارك الدفاع عن الصحراء المغربية، وواجهت بعد استشهادهم ازمات اجتماعية واقتصادية وصدمات نفسية كبرى. وبرغم إقرار الجميع بعدالة قضيتهم، فإن الواقع يبين أن هاته الأسر لم تستفد بالقدر الكافي من:

الإدماج الاجتماعي الفعلي.

فرص التشغيل والسكن والتطبيب والتعليم.

الامتيازات الاجتماعية والمادية التي تليق بتضحياتهم.

ويشعر العديد من أفراد هذه الأسر اليوم بأنهم تُركوا وحيدين، وأن الدولة لم تُكافئ تضحياتهم بالشكل الذي يليق بمقام الشهداء.

2. الإنصاف والمصالحة: ملف نال رعاية استثنائية

في مطلع الألفية الثالثة، أطلق المغرب ورش الإنصاف والمصالحة كمبادرة غير مسبوقة للمصالحة مع ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد:

استفاد الضحايا أو ذويهم من تعويضات مالية مهمة.

تم الإدماج الاجتماعي والمؤسساتي للعديد من المعنيين.

خُصصت لهم مشاريع اقتصادية واجتماعية وتنموية .

تم التعامل مع الملف بمنهجية شاملة ومواكبة إعلامية ومؤسساتية.

ورغم أهمية هاته الخطوة في تعزيز المسار الحقوقي في المغرب، إلا أن التفاوت في حجم الاستفادة بين أسر الشهداء وضحايا انتهاكات الماضي، كشف عن ازدواجية في تقدير التضحيات.

3. عودة المغرر بهم من تندوف: احتضان وامتيازات

تُعد عودة بعض المغرر بهم من مخيمات العار بتندوف خطوة مهمة في مسار طيّ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. إلا أن:

عددًا من العائدين حظي بامتيازات كبيرة مباشرة بعد عودته.

تم توفير السكن، والتشغيل، والتكوين، وأحيانًا مشاريع مدرة للدخل.

رافق ذلك خطاب رسمي وإعلامي داعم، يعكس رغبة الدولة في احتواء الملف.

هذا التوجه الإيجابي، وإن كان يندرج ضمن منطق المصالحة الوطنية، إلا أنه جعل أسر الشهداء تشعر بالغبن والتهميش، لكونها ضحّت في سبيل الوطن، بينما يحظى من اختار الاصطفاف مؤقتًا ضد الوطن برعاية أكبر.

4. الخلاصات والمطالب العادلة

الإزدواجية في التعامل بين الملفات الثلاثة، رغم تفاوت سياقاتها، طرحت تساؤلات عميقة لدى الرأي العام، وخصوصًا لدى أسر الشهداء، حول:

معايير الإنصاف والعدالة الوطنية.
معنى التضحية في سبيل الوطن في ظل غياب التكريم الحقيقي.

مغزى المساواة بين من دافع عن الوحدة الوطنية وبين من تواطأ ضدها.

لذلك، فإن إعادة الاعتبار لأسر شهداء الصحراء المغربية لم يعد ترفًا أو مطلبًا فئويًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية وتاريخية. وهذا يستوجب:

تخصيص برامج استعجالية لإدماج أبناء الشهداء وأراملهم.

توسيع قاعدة الاستفادة من الامتيازات والحقوق، دون مماطلة أو بيروقراطية.

إدراج ملف أسر الشهداء ضمن الأولويات الوطنية في الخطاب والممارسة.

ليس من العدالة أن يُكافأ من تواطأ ضد الوطن أكثر من من ضحى من أجله. إن الإنصاف الحقيقي لا يكون إلا حين يُعترف بتضحيات الشهداء وأسرهم، لا في الشعارات فقط، بل في السياسات العمومية، والتشريعات، والقرارات، والمواقف. فكرامة الشهداء من كرامة الوطن، ومن يكرم الشهداء يكرم الوطن بأسره.بقلم زاوشي محمد
ابن شهيد حرب الصحراء المغربية

شاهد أيضاً

المحكمة الابتدائية بالخميسات : إشراف عامل الإقليم على الحفل الرسمي لتنصيب السيد حميد الحرش رئيسا للمحكمة الابتدائية بالخميسات.

متابعة/ماروك24مديا بعد اعلان المجلس الاعلى للسلطة القضائية على حركة تنقيلات واسعة في صفوف القضاة ورؤساء …

المنتخب الوطني المغربي التايكواندو يشارك في البطولة الافريقية للأندية البطلة..

متابعة/ماروك24ميديا حسن أوتغولت غادر المنتخب الوطني لرياضة التايكواندو أرض الوطن من أجل المشاركة في البطولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *