متابعة/ماروك24ميديا
“الدار البيضاء في قبضة الديون: هل يُرهن مستقبل العاصمة الاقتصادية؟”
ماروك24ميديا –الدار البيضاء
تعيش مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للاقتصاد المغربي، على وقع أزمة مالية خانقة تهدد مستقبلها التنموي. فبعد لجوء مجلس المدينة إلى تقوية أملاكها ورهن جزء من مواردها المستقبلية لصالح البنك الدولي، يثار تساؤل كبير: هل أصبحت العاصمة الاقتصادية على حافة الإفلاس؟
في خطوة وُصفت بالمغامرة المالية غير المحسوبة، أقدمت جماعة الدار البيضاء على رهن ممتلكاتها وتعزيز ديونها من خلال اتفاقيات قروض مع البنك الدولي. هذه الخطوة التي يرى البعض أنها تهدف إلى تسريع وتيرة التنمية، يراها آخرون انتحارًا ماليًا قد يُغرق المدينة في أزمات أكثر تعقيدًا.
ديون متراكمة وخزينة فارغة
تشير التقارير المالية إلى أن مديونية جماعة الدار البيضاء بلغت مستويات قياسية، ما دفعها إلى البحث عن مصادر تمويل خارجية. في هذا السياق، قررت الجماعة اللجوء إلى البنك الدولي، غير أن هذا القرار أثار مخاوف واسعة، خاصة وأن القرض مشروط برهن ممتلكات استراتيجية تابعة للمدينة.
رهان محفوف بالمخاطر
الحديث عن رهن ممتلكات المدينة يحمل في طياته تهديدًا خطيرًا، إذ أن أي تعثر في السداد قد يؤدي إلى مصادرة هذه الممتلكات، ما سيشكل ضربة قاسية للبنية الاقتصادية والاجتماعية للعاصمة الاقتصادية.
هل تتحول الدار البيضاء إلى “رهينة”؟
يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت الجماعة تمتلك خطة واضحة لتسديد هذه الديون، أم أنها تراهن بمستقبل المدينة في مغامرة غير محسوبة العواقب. فالمدينة تُعد شريان الاقتصاد المغربي، وأي أزمة تطالها قد تؤثر بشكل مباشر على النسيج الوطني برمته.
إنذار للمواطنين والمستثمرين
المخاوف لا تقتصر على الجانب السياسي والإداري فقط، بل تمتد إلى المواطنين والمستثمرين الذين يترقبون بقلق مصير مشاريعهم وأعمالهم داخل المدينة. فالديون المتراكمة والالتزامات المالية الثقيلة قد تُعيق تنفيذ المشاريع التنموية، ما يهدد بتراجع جودة الخدمات الأساسية ويُضعف جاذبية الدار البيضاء كوجهة استثمارية.
بين سندان الديون ومطرقة التحديات الاقتصادية، تبدو الدار البيضاء اليوم أمام منعطف حاسم. فإما أن تتمكن الجماعة من إدارة هذه الأزمة بحكمة واستراتيجية فعالة، أو أنها قد تُسلم مفاتيح المدينة لمؤسسات مالية دولية، في سيناريو يبعث على القلق الشديد.
الدار البيضاء اليوم تستغيث… فهل من مُجيب؟
Soujaa a