محمد القاضي: ماروك24مديا
لست منجما ولا مخترقا لجدار المستقبل؛ ولكن انطلاقا من معرفتنا الدقيقة لأحداث الماضي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفحصها بالارقام والتدبر والتأمل والتحليل والوقائع التي تعايشنا معها وتعايشت معنا خلال الاربعين سنة الماضية؛ وانطلاقا من أحداث ووقائع الحاضر؛ يمكنني استنتاج مايلي :
العصابة المجهولة الهوية تسعى بخطى حثيثة إلى افراغ البشر من جميع القيم الروحية والانسانية والفكرية وخصخصة كل شيء ؛ كل شيء :
-خصخصة القانون ؛ خصخصة الهواء ؛ خصخصة الماء ؛ خصخصة الغذاء ؛ خصخصة النكاح ؛ خصخصة الأمراض والاوبئة ؛ خصخصة الفقر والبؤس ؛؛خصخصة الاطفال ؛ خصخصة المرأة ؛ خصخصة الحرية ؛ خصخصة العدالة ؛ خصخصة الطبيعة ؛ خصخصة الغابة ؛ خصخصة الشواطئ….وخوصصة كل شيء وإغراق المجتمعات بالمخدرات والمؤثرات العقلية وغيرها.
إذا نجحت هذه العصابة في فرض وتثبيت أجنداتها داخل المجتمعات ؛ لن يكون بمقدور أي شخص ان يعيش حرا مستقلا؛ ولن يكون بمقدور أي شخص ان يتذوق طعم الأخوة والمحبة والحب وعبق الحرية …
وليس غريبا ان تظهر في المستقبل شركات تقدم خدمات الجنس لزبناء وحوش يطيعون شهواتهم ونزواتهم أكثر من طاعتهم للواجب الوطني و لخالقهم؛ وليس غريبا أن تعمد هذه الشركات الى تقديم مشاريع قوانين تعقّد مشاريع الزواج وتسهل مشاريع الطلاق وتفكيك الأسر ؛ لتحتكر بضاعة الجنس.
كل المؤشرات تغذي استنتاجاتنا هذه وتقوي مخاوفنا…
فالبنك الدولي قوّض سيادة أمم العالم الثالث والبلدان النامية ؛ ويفرض على حكوماتها تنفيذ مشاريع ومخططات شيطانية بشعارات منمقة ظاهرها عسل؛ وباطنها وابعادها سم في سم؛ ومنظمة الصحححة تحولت الى ناطقة باسم مختبرات الغرب وتجار الأوبئة ؛ كما تحولت الى لوحة إشهارية لتسويق سمومها .. وحقوق الانسان تحولت الى آلية للفتك بحقوق الإنسان ؛ والمصرفيين والربويين تحولوا إلى ألة لامتصاص الكل واحتكار الكل وتجويع الكل وتمليك الكل وابتلاع الكل…
النقابات العمالية تحولت الى أداة لقهر الطبقة الشغيلة وشرعنة سلوكات الليبرالية المتوحشة ؛ والاحزاب السياسية بهذه البلدان تحولت الى أداة لتمكين قطاع الطرق ولصوص المال العام والفاسدين تدبير شؤون الناس من خلال منح التزكية للبورديل والرويبضات ومنعها عن الرجال والنساء الذين يخافون على بلدانهم ولهم تصورات علمية ؛ كما تحولت الى سدا منيعا يحول دون تمكين اهل العلم والوطنيين والمفكرين والوطنيين والانسانين من الوصول إلى السلطة…
وطبقة بوزبال التي تبحث عن بيع اصواتها بثمن بخس تزيد من تيسير وتسهيل عملية تنزيل أجندات الليبرالية المتوحشة…