عبد النبي الشراط
لا توجد مؤسسات ثقافية بعاصمة الغرب (القنيطرة) وأغلب الأنشطة الثقافية (إن وجدت) تنظم ببعض الغرف المهنية بمقابل مادي، وقد حضرت شخصيا نشاطا ثقافيا خلال شهر رمضان المعظم لهذا العام 2022، فعلمت أن القاعة مؤجرة ب 500 درهم لمدة ساعتين ودون تسليم أي وثيقة للمنظمين تثبت أداءهم المبلغ، وهذا موضوع ٱخر.. كما يلجأ الكثير من المثقفين وجمعيات المجتمع المدني لتنظيم أنشطتهم ببعض المقاهي وبمقابل طبعا..
وكان سكان مدينة القنيطرة، خاصة شبابها ومثقفوها استبشروا خيرا بالتفكير في بناء مركب ثقافي يكون ملجأ لجمهور المثقفين والكتاب والشباب ومنظمات المجتمع المدني، لكن خاب أملهم جميعا، لأن الجهة المسؤولة على بناء المركب الذي أعطى انطلاقة العمل على بنائه جلالة الملك محمد السادس سنة 2007، وفعلا تم البناء .. لكن هذا البناء ظل مجرد أطلالا ومكانا ٱمنا للمنحرفين وقطاع الطرق.
(أنظر الصورة المرفقة) أي 15سنة منذ إعطاء انطلاقة هذا المركب من طرف ملك البلاد، وتعاقب على المجلس البلدي ثلاثة مجالس دون أن تتحرك في هؤلاء جميعا روح الوطنية، وروح المعرفة، وروح الفكر، ولحد كتابة هذه السطور ولوقت قادم لا نعلمه فإن عملية انتهاء البناء لا يعلمها إلا الذين يتحدثون كثيرا خلال حملاتهم الانتخابية ولا يقيمون لأقوالهم وزنا بعد انتهاء الحملة الانتخابية..
أضف لهؤلاء أن الفعاليات المحسوبة على الثقافة بمدينة القنيطرة، ومعها الصحافة المحلية حيث يتحدث هؤلاء وأولئك عن كل صغيرة كبيرة، ويحصون الأنفاس لحظة بلحظة، لكن الثقافة خارجة عن اهتماماتهم مطلقا.. إلا إذا كان بها…
نأمل ولا نملك غير (الأمل) أن تتحرك هذه الفعاليات لمساءلة المعنيين بالشأن الثقافي بمدينة القنيطرة من أجل إطلاق حملة ثقافية وإعلامية ضد الذين يسيئون لكل ما هو ثقافي واجتماعي وفني.
نحن نعلم أن أغلب الذين يتقدمون للانتخابات لا علاقة لهم بالشأن الثقافي، لكن من حق المثقفين أن يدافعوا عن وجودهم.
ولنا عودة للموضوع..