بقلم : محمد علمي
تملأ قصص الخيانة الزوجية أثير الإذاعات تأثث ليالي الساهرين، حيث دائماً ما تُلبس ثوب المرأة الطاهرة ، المكافحة ، المتسامحة، الأصيلة كل امرأة سامحت زوجاً خانها سراً أو علانية، فاحتضنته و مسحت ذنوبه و أعادته بترحيب لعش الأسرة. و نلقي ثوب الخائنة عديمة الأصل من تطعن زوجها في ظهره و شرفه. بالطبع لا نختلف عن دناءة الخائن رجلاً أو امرأة، لكن السؤال لماذا لا نسمع عن رجل خانته زوجته فسامحها و غفر ذنبها بعد أن أغوتها الخطيئة؟
هل لأننا لا نسمع بهذه القصص فهي غير موجودة؟ أو لأن كبرياء رجل يسمع و يحكي بكل شماتة أو فخر زلات الأخريات و يصول و يجول في شرف غيره، ثم ينزوي و يُصم و يُخرس حين يلعب الشيطان في ظهره.
فإذا كان الدين قد ساوى بينهم في العقوبة، فلما لا يساوي المجتمع بينهما في العقوبة و كذا في صدق التوبة و حق طلب المغفرة؟
أتسائل أيضاً كيف يقبل منطق هذا المجتمع الذي لا يتوقف عن تكرار ضعف المرأة و سهولة إغوائها و غلبة عاطفتها على عقلها، بينما يفاخر بعقل الرجل و تملكه من زمام نفسه، فكيف يتسامح مع هذا الرجل الرزين و لا يتسامح مع تلك المرأة الضعيفة؟
مهما حاولت القوانين تحقيق العدل فسيبقى عدلاً ناقصاً مادام المجتمع لم يتجرد من الحمية و العنصرية و الذكورية.