سيلاحظ المتجول ليلاً في شوارع فاس كشارع الوفاء أو سيدي بوجيدة أو محمد الفاسي أو واد فاس أو شارع محمد السادس و غيرها و قد اكتظت بمتساميين هربوا من حر الجو و ضيق الدار متزاحمين على كل شبر مربع من العشب الأخضر. ليس أول صيف لكن أجواء الوباء جعلته استثنائياً فعرى عورة من عورات فاس و هو مشكل المساحات الخضراء المنقرضة بالأحياء و الغائبة من تخطيط المدينة.
شهدت فاس توسعاً عمرانياً واسعاً و سريعاً خلال العقد الأخير لكنه كان مداً رمادياً للاسمنت فقط لا مكان فيه لمتنزه يريح النفس و يشرح الصدر. فحي بن دباب أو النرجس مثلاً لا يمتلك مساحة خضراء بالمعنى الحقيقي، لا تلك المستطيلات المحصورة بين رصيفين و طريقين، أو تلك المربعات المتناثرة بها شجرة نحيلة تندب حظها و لا تظلل حتى جذعها، أتكلم عن حدائق بخضرة و ماء و إنارة و حراسة.
المسؤولية لا يتحملها المجلس الحالي فقط بل هو و كل المجالس السابقة التي أطعمت خير المجالات الخضراء متنفس البشر و الحجر للوبيات العقار و أباطرة الطوب و الإسمنت فخنقوا المدينة و التي خنقت سكانها.
فلك الله يا فاس
محمد علمي
شاهد أيضاً
عن معنى جغرافية الرماد و الدخان !
عبدالواحد التواتي/ماروك24ميديا بقلم : عبد القادر العفسي بالمباشر ، إن المؤامرة التي دبرها العديد من …
إذا لم تكن مستوعبا لمفهوم الأمن، أنصحك بالصمت
بقلم / محمد القاضي كنت جالسا في مقهى خارح مدينة فاس أرتشف قهوتي ، …