أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / الإنصات إلى الطفل…المهارة المنسية عند الأسرة المغربية

الإنصات إلى الطفل…المهارة المنسية عند الأسرة المغربية

بقلم الأستاذ والفاعل الجمعوي: محمد مرزوقالأطفال هم زينة الحياة الدنيا، هم أولانا وجوهرة حياتنا، هم العالم الواسع المليء بالروعة والمحبة والبراءة والطهر والصدق، هم ملائكة الرحمان على الأرض، هم مستقبل الغد وحاملو المشعل… فالطفل كائن بريء عزيز على نفس كل إنسان. هو أغلى ما يملك الوالدان، وهو الاستثمار الإنساني الأكثر أهمية في حياة الأسرة بصفة خاصة، والمجتمعات البشرية بصفة عامة. وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل الأساسية والحرجة بتعبير المحلل النفسي سيغموند فرويد في حياة الإنسان، فهي الأساس الذي تنبني عليه شخصية الطفل المستقبلية، ومن خلالها ترسم معالم شخصيته، فالأطفال أمانة في أعناق الجيل الحاضر، علينا أن نرعاهم، ونهتم بتربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة في البيئة الصالحة. وهذا لا يتم إلا بالتربية السليمة والصحيحة التي تنمي في الطفل الفضائل وتصونه من الرذائل، وتعادل بين حاجيات الطفل البيولوجية، وحاجيات الطفل العقلية والنفسية والوجدانية…إلخ
 أهمية الإنصات في حياة الطفل:
إن كثيرا من الآباء يعتقدون أن التربية تكمن في تحقيق حاجيات أطفالهم البيولوجية فقط مثل ( الأكل، الشرب، النوم، اللباس…) والاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها. وينسون أن أبناؤهم أيضا في حاجة إلى وقت يعبرون فيه عن أفكارهم ومشاعرهم ومعاناتهم وآرائهم بوجود مستمع يجيد الإنصات الفعال، إذ إن هذا الوقت مهما قلت مدته، قد ينقذ الأبناء من أمراض وتوترات وعقد نفسية تؤثر عليهم مستقبلا، كما قد يجعل الآباء يتفادون تضييع ساعات طويلة في علاج المشكلات الناجمة عن قلة التواصل والحوار والإنصات كالتوتر والعناد والانطواء وعدم الانتباه… من هنا يأتي فعل الإنصات ليبعدنا عن كل هذه المشاكل والمخاطر التي تواجه أطفالنا مستقبلا. فكيف يساعد الإنصات الجيد والفعال الطفل في تجاوز هذه المشاكل والعقد النفسية ؟
إن الإنصات يساعد على نشأة الطفل نشأة سوية ومتوازنة وصالحة وبعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكي، الإنصات يوجه الطفل ويكسبه الثقة ويشعره بالأمن والاحترام وتقدير الذات ويساعده على بناء شخصيته وهويته وإعطاء معنى لوجوده.
إن غياب الإنصات في جميع مراحل نمو الطفل حتى المرحلة الجامعية يؤدي به إلى فقدان القدرة على مد جسور التواصل وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين، فالإنصات للطفل بطريقة مستمرة يكسبه خبرات وقدرات ومهارات لغوية وتواصلية ويوسع مداركه الفكرية وينمي عقل الطفل، كما أن الإنصات يساهم في بناء شخصية الطفل بناء سليما ومتوازنا، والإنصات ضروري لشعور الأبناء بالأمن والطمأنينة والراحة النفسية. ويعتبر الإنصات وسيلة من وسائل الإقناع والحوار والمناقشة والنقد …
يعد الإنصات الأسري أساسا مهما للعلاقات الأسرية الحميمية البعيدة عن التفرق والتقاطع والتوتر حيث :
– يخلق التفاعل بين الطفل وأبويه مما يساعدهما إلى دخول إلى عالم الطفل الخاص، ومعرفة احتياجاته والتعامل معه بكل احترافية ودقة.
– يجعل من الأسرة كالشجرة الصالحة التي تثمر ثمارا صالحة طيبة، وهي السلوى لهذه الحياة.
– يتعلم كل فرد في الأسرة أهمية احترام الرأي الآخر وطريقة المناقشة السليمة البعيدة عن كل أشكال العنف والتعصب.
– يتيح للطفل فرصة التعبير عن ما يخالجه من أفكار وآراء ومواقف ومشاعر بكل سهولة وبساطة وبالتالي القضاء على ثقافة الكتمان كعائق أمام التواصل.
– زرع الثقة في نفس الطفل وجعله يحس بذاته وبوجوده وبهويته داخل أسرته مما يحقق له الراحة النفسية.

شاهد أيضاً

الإتحاد المغربي للشغل الجامعة الوطنية للتعليم تحتج على أحد السلسلات أساءة للأستاذ

متابعة/ماروك24ميديا راسل الإتحاد المغربي للشغل الجامعة الوطنية للتعليم المكتب التنفيذي رئيسة الهيأة العليا للإتصال السمعي …

وقتاش يتسالا ابتزاز المواطن من استعمال “حقي و حق القائد” أو “حقي و حق الشاف” ؟

متابعة/ماروك24ميديا لحماية المواطن من الإبتزاز، و من “حقي و حق القائد”، شخصيا ارى أنه ﻣﻦ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *