أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / تأملات حول التعليم عن بعد

تأملات حول التعليم عن بعد

بقلم الأستاذ عبد الإلاه المنياري 

شكل الدخول القسري إلى التعليم عن بعد مفاجئة لمجموعة من الدول والحكومات منها بلدنا العزيز، خصوصا في المجال التربوي والتعليمي بمختلف أسلاكه وتخصصاته صدمة وتجربة غير مسبوقة، رغم الايجابيات اللامحدودة على رأسها الاستمرارية البيداغوجية لبناتنا وأولادنا التلاميذ والطلبة. لكن هذا لم يمنع من كشف حقيقة المعرفة المقدمة داخل الفصول الدراسية وكذا مدرجات الجامعات.
التعليم الخصوصي:
لاشك أن اقبال عدد كبير من الأسر المغربية على التعليم الخصوصي كل حسب حالته ووضعيته البشرية: التوقيت الزمني، جودة التعليم، عدد التلاميذ المحدود في القسم، البرامج الغربية… من تم تبقى هذه العوامل وأخرى من أهم العوامل التي رفعت قيمة التعليم الخاص في مقابل التعليم العمومي على الأقل من الناحية النظرية. لكن المتتبع للشأن التعليمي ولحقيقته الفعلية فإن الحجر الصحي أبان وللأسف الشديد عن العكس.
ان هذه الجودة المزعومة ماهي إلا الشجرة التي تخفي الغابة والتي هي عبارة عن تحفيظ التلاميذ بعض الكلمات والمصطلحات الأجنبية وبعض الأناشيد باللغة الفرنسية والانجليزية…والتي فيا دور أولياء الأمر النصيب الأكبر من خلال الواجبات المنزلية الأسبوعية الكثيرة.
أما المحتوى الحقيقي والذي ظهر للعيان من خلال تتبع الأباء وأولياء الأمور لمستوى أساتذة التعليم الخاص (البعض). فذلك كارثة بكل المقاييس ولكن لهم كل الأعذار خصوصا مع الأجر الزهيد والذي يصل في كثير من الحالات إلى 1000 درهم، في ظل البطالة القاتلة والفقر والحاجة وغياب التكوين العام في مجال التدريس…، والذي زاد من تعميق الجرح في التكوين والتجربة اليومية هو الهجرة الجماعية إلى القطاع العام. الأمر الذي عمق جرح التعليم الخصوصي واستنزاف طاقاته البشرية المجربة بالممارسة اليومية.
عموما ماوقع من تجاذب بين أولياء أمور التلاميذ وأرباب المدارس الخاصة خصوصا فيما يتعلق بأداء واجبات التمدرس عن التعليم عن بعد ما هو في الحقيقة الا ظهور حقيقة مستوى وطريقة تدريس أبنائهم في التعليم الخاص.
التعليم المدرسي العمومي
إذا كان هو نفسه خلال حالة الطوارئ الصحية وتوقف التعليم الحضوري ومحاولة الوزارة تعويضه بالتعليم عن بعد، فإن تلك التجربة لا تخلو من كشف لحقيقة المعرفة ومستوى التكوين البيداغوجي بالخصوص (دون تعميم)، فإن ذلك يسائل منهجية تقديم تلك المضامين خصوصا التي لم تخضع لمراقبة الجهات المختصة (المؤطرين التربويين)، فأصبح كل من يملك هاتف ذكي أو حاسوب…، يقدم دروس عن بعد ومدها للتلاميذ دون مراعاة الجوانب الديداكتيكية بالخصوص. الأمر الذي يسائل قرارات الحكومات المتتالية في قطاع التعليم حول مستوى تكوين الأساتذة (خصوصا مع التوظيفات المباشرة والادماج بدون تكوين للألاف من الأساتذة)، غياب التكوين المستمر وضعف التأطير التربوي…
عموما يبقى التعليم عن بعد مؤشر من مؤشرات تطور منظومتنا التعليمية بقطاعها الخاص والعام وآلية من آليات تشخيصه وجب أخدها بعين الاعتبار في كل المخططات الإصلاحية القادمة، خصوصا ما يتعلق باستبدال المحفظة التقليدية باللوحات الالكتروني التربوية، وتجهيز القاعات بكل ما تحتاجه من وسائل بيداغوجية، والربط بالشبكة العنكبوتية… وتكوين الأساتذة وأطر الإدارة التربوية في مجال تكنولوجيا التعليم. وكذا نشر ثقافة استخدام الوسائل التكنولوجية في صفوف التلاميذ والعمل على مصاحبتها بقوانين تشريعية.
ليبقى الدخول إلى رقمنة التعليم هو حتمية لابد منها. وما جائحة كورونا الا عامل سرع الدخول إليها الأمر الذي يتوجب أخد الأمر بجدية وتهيئ الظروف لذلك. (يتبع)

شاهد أيضاً

الإتحاد المغربي للشغل الجامعة الوطنية للتعليم تحتج على أحد السلسلات أساءة للأستاذ

متابعة/ماروك24ميديا راسل الإتحاد المغربي للشغل الجامعة الوطنية للتعليم المكتب التنفيذي رئيسة الهيأة العليا للإتصال السمعي …

وقتاش يتسالا ابتزاز المواطن من استعمال “حقي و حق القائد” أو “حقي و حق الشاف” ؟

متابعة/ماروك24ميديا لحماية المواطن من الإبتزاز، و من “حقي و حق القائد”، شخصيا ارى أنه ﻣﻦ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *