الرئيسية / الرأي / خالد آيت الطالب : وزير الصحة أو كفاءة الكرطون

خالد آيت الطالب : وزير الصحة أو كفاءة الكرطون

للمتعاطف مع الوزير : لا تكن إمّعة، و اقرأ بعقلك لا بقلبك. 

استبشر المغاربة خيرا بالتعديل الحكومي الذي أتى بخالد آيت الطالب على رأس وزارة الصحة، و تفاءلوا بقدومه إلى قطاع حيوي كان مهترئا و يعاني الويلات.
الكل كان يقول في قرارة نفسه أن هذا الوزير ذو الشعر الأشيب يعكس الرزانة و الوقار و حسن التدبير.

اسبشروا و استبشرنا خيرا كون أن السيد الوزير ابن الدار : فهو المدير (السابق) لمستشفى الحسن الثاني بفاس و بروفيسور الجراحة الباطنية و رئيس تحالف المراكز الاستشفائية الجامعية بالمغرب. كل هذا شفع له بأن يحظى بمنصبه الوزاري الذي أراد له جلالة الملك أن يكون ضمن حكومة “الكفاءات” التي ستسطيع النهوض بالقطاعات الموكلة إليها. وثق جلالة الملك برئيس الحكومة الذي اقترح عليه أن يعين آيت الطالب على رأس القطاع. ثقة ما لبث سريعا أن خانها الوزير.

منذ تعيينه، شرع هذا الأخير في الإنتقام ممن كان معهم على خلاف مسبق أو لم يسايروه في هواه ؛ و لعل إعفاء السيد المندوب الإقليمي للصحة لقلعة السراغنة لخير دليل ؛ حيث أن سبب إعفائه الرئيسي كان رفضه محاباة أحد الموظفين الذي أوصى عليه الوزير.

من هنا بدأت حكاية العجرفة، و المحاباة و سوء التدبير، لتستمر و يصطدم المغرب و معه قطاع الصحة بجائحة كورونا و تنكشف عورة الوزير الذي أبان عن فشل ذريع في التسيير في بداية الجائحة لولا تدخل جلالة الملك و إعطائه التعليمات للحكومة من أجل الحد من انتشار الفيروس. لن يقف الفشل عند هذا الحد، بل بدا سوء التدبير واضحا من خلال الصراعات التي طفت على السطح بينه و بين محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة و إشهار هذا الأخير للإستقالة لولا تدخل جهات عليا، بل أكثر من هذا، جاءت استقالة رئيس ديوانه منذ بضعة أيام لتؤكد غطرسة الوزير و تسلطه ؛ إذ كشفت مصادر متطابقة أن طريقة تواصل الوزير الديكتاتورية مع المسؤولين و تدخله في اختصاصاتهم هي من كانت تؤجج الوضع و تزيد من حدة الأزمة.

فضلا عن هذا، فالوزير دافع بشراسة عن صديقه بوطالب لتعيينه في منصب الكاتب العام، إلا أنه فشل في ذلك 4 مرات.
و في خضم انشغال المغاربة بالوباء و انزوائهم في بيوتهم بسبب الحجر الصحي و بعيدا عن أعين البرلمان و وزارة المالية، سيقتنص آيت الطالب الفرصة ليمرر صفقتين لشراء مليونَي اختبار للكشف عن فيروس كورونا لأحد الشركات المحظوظة قُدّرت قيمتها بأكثر من 40 مليار سنتيم. الصفقة وصفت بالمشبوهة نظرا لعدم احترام قانون التباري بعدم فسح المجال لباقي الشركات الأخرى و اختيار شركة وحيدة مستفيدة.

لن تقف فضائح الوزير عند هذا الحد، بل إن العديد من المنابر الإعلامية المتطابقة أفادت أنه استقطب إحدى السيدات التي كانت تشتغل معه بالمركز الإستشفائي بفاس إلى ديوانه و مكنها من صلاحيات واسعة بالرغم من ضعف كفاءتها و قلة خبرتها بحسب أطر من داخل الوزارة و هو ما تفسره خرجات الوزير الإعلامية الفاشلة.

ثالثة الأثافي لدى هذا الوزير هي حينما أقحم جلالة الملك و ادعى كذبا على جلالته أنه أعطى تعليماته السامية لإعادة 300 من المغاربة العالقين بالخارج كل أسبوع ليعود الوزير و ينفي الخبر في نفس اليوم. أفلم يستحِ أن يُدخِل جلالة الملك في موضوع لم يبدِ فيه رأيه ؟ ماذا تنتظرون من وزير كذب على الملك ؟

منكم من سيقول أن آيت الطالب من الكفاءات النادرة في المغرب، و أن كفاءته هي من قادته إلى الوزارة و إلى حكومة الكفاءات التي عينها الملك، ووو… نحن لا نختلف عل  أن وزير الصحة كفء في تخصصه أي الجراحة الباطنية أما كفاءة التدبير و التسيير فهو بعيد عنها كل البعد ؛ تدبير قطاع حيوي من هذا الحجم يتطلب شخصا ذو كاريزما و إمكانات تواصلية كبيرة و قدرة على احتواء الآخر و العمل التشاركي و ليس الإنفراد بالقرارات في تجاهل تام لباقي المسؤولين و تعامل ديكتاتوري يختزل محيطه.

إن الذين يدافعون عن آيت الطالب إنما هم يدافعون، بقصد أو بغير قصد، عن إغراق وزارة الصحة و فشل المنظومة الصحية و هم كثر، هم يدافعون عن الريع و المحسوبية و الزبونية التي أبان عنها الوزير في هذه الفترة رغم قصرها، هم يدافعون أيضا عن مصالحهم التي ستستمر ما دام الوزير باقيا، يدافعون عن “باك صاحبي” التي أَلِفوها منذ أن كان مديرا لمستشفى فاس، أُطُرا كانوا، جمعويين أو مهنيين، هَمُّهُم قضاء حوائجهم و لا يهمهم الدفاع عن الوزير أو مهاجمة حزب ما.

إنها كفاءة الكرطون التي يعلمها كل فاسي و فاسية، ففضائح المركز الإستشفائي بفاس عندما كان مديرا له تتحدث عن نفسها ؛ ولادات في باب المستشفى، اكتظاظ، سوء معاملة من طرف الحراس الخاصين… كل هذا غيض من فيض لا تخطئه الأبصار.

فبالله عليكم، عن أي كفاءة تتحدثون ؟! عن كفاءة لا تعلم لحد الآن إذا كانت ستُمَدّد الحجر أم ستنهيه، كفاءة مضطربة تواصليا، كفاءة تقصي الآخر، كفاءة تحابي أصدقاءها في المناصب، كفاءة تمرر الصفقات بالملايير لشركة واحدة على المقاس، كفاءة قالت أن الكماكة غير ضرورية و كادت أن تفتك بالمغاربة ثم عادت و بدّلت رأيها فيما بعد.
نفهم دفاعكم عنه الذي فيه دفاع عن مصالحكم و عن الصفقات و الشراكات و المناصب و قضاء الأغراض… لا عليكم فأيام الوزير معدودة على رأس الوزارة فأخطاؤه لا تغتفر و المنصب أكبر من حجمه و إن غدا لناظره لقريب.

شاهد أيضاً

التلقيح : انتصار في حرب ضروس على الامراض الفتاكة

متابعة/ماروك24مديا لايختلف اثنان على أن التلقيح يعتبر من أكثر التدخلات نجاعة و نجاحا في الصحة …

الحاجب :انخراط المندوبية الاقليمية للصحة و الحماية الاجتماعية في الحملة الوطنية لمراجعة واستدراك تلقيح الاطفال اقل من 18سنة

متابعة/ماروك24مديا تحت شعار “صحة أطفالنا هي غايتنا و التلقيح هو الحل ديالنا”تنخرط المندوبية الاقليمية للصحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *