تضامن من نوع آخر في زمن الكورونا

كما يعلم الجميع أن وباء كورونا فرض علينا حجرا صحيا، ألزم الجميع القعود في منازلهم ، ومن بين ما الزم من المؤسسات القطاع الوصي عن التعليم فتوقف التعليم الحضوري وعوض بالتعليم عن بعد، وشل الحركة في معظم الخدمات ، وتضرر الجميع من جرائه خصوصا الفئات الهشة والمتوسطة من هذا الحجر الصحي ، فهبت الدولة بمؤسساتها العمومية والشبه العمومية والخاصة وكذا مجتمعها المدني بأمر من عاهل البلاد كما هب الفرد والجماعة للتضامن والتآزر كلحمة واحدة ، وحلت الرحمة والمودة، وتحلى الجميع بالتطوع العملي، وتجسدت الوطنية في أبهى حللها المتنوعة ، وعبر المغاربة للعالم ان الشعب المغربي هو شجرة سقيت جذورها – منذ قرون مضت – على حب الوطن والذوذ عنه ، وسقيت جذورها كذلك – منذ قرون خلت – على الايثار والتضامن والتلاحم مستمدة كل هذا وغيره من دينها الحنيف . عبرت للعالم ان مكونات هذا المغرب تختلف جغرافيا وتراثيا و عمرانيا ….لان سر اتحادها وتضامنها في هذا الاختلاف. وسر وطنيتها في تلاحم عرش وشعب.

مناسبة كتابة سطوري هاته ما أقدمت عليه جمعية اجتماعية تضم مجموعة من العاملين والعاملات في الحقل التربوي الخصوصي بمدينة فاس لم يمر عام على تأسيسها القانوني , فشاركت في تضامن اجتماعي تزاحم فيه جمعيات أظهرت للكل وطنيتها الصادقة، لكونها اختارت الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء بالقرب من الطبيب و الممرض و موظف القطاع الصحي ، بالقرب من رجل الامن والضابط و العميد اختارت ان تكون بجانب العامل والباشا والقائد وعون السلطة اختارت ان تكون بجانب الصحفي والاعلامي اختارت ان تكون قرب المواطن تدق بابه وتخدمه، ليبقى في منزله .
وسام الوطنية يعلق على كل هؤلاء الجنود والابطال ،ان يخدمك غيرك وانت قابع في منزلك ليحميك من الاذى والضرر والموت انها قمة الايثار والتضحية .
جمعية الأعمال الاجتماعية لمهنيي قطاع التعليم الخصوصي بفاس هذه قدمت خدمة اجتماعية وصلت الى مجموعة من تلاميذة القطاع العمومي الضعاف اجتماعيا ، وذلك بتعبئة هواتف آبائهم أو أمهاتهم، ليتمكن هؤلاء الأطفال من متابعة دراستهم عن بعد. عمل تضامني متميز بمساهمات متواضعة من عضواتها وأعضائها استطاعت به أن تدخل الفرحة على هؤلاء الآباء و الأمهات، و ترسم البسمة على وجوه.

بقلم : الأستاذ إدريس محبوب