ماروك24ميديا
ماذا حدث بعدها ! بعدها أخدني الحال و قادني أربعين ليلة و اعتزلت الناس أربعون يوما ، و أنا بين الجبال المقفرة ، وبين أعين الشمس و النهر و الشجر و الحجر دون لقمة جاثم في أرض أهلها لا يشبعون ، فأضحت الإشارة و النظرة واللمحة تتناسب مع سياق الوحي الكلامي فاحي إليّ ما احي من قول عن قصة الغُلام .
إنّ قصة هذا الغُلام الذي ولد من الخاصرة و تقمص دور الطيور و ظل سره مدفون في العدم إلى أن قادتني صدفة الاعتزال و خبايا الجبال إلى الوقوع على عش بيض الحجل لأكتشف صورته موشومة على البيض أو شئنا أن صورته مطابقة لبيض الحجل .
و لأنه جُبِل على الهضم ليل نهار لم يعد بيعه لا للإسمنت و لا أجور و لا حديد و لا قديد و لا لحبه العميق ” للطاووس ” و لا سَبيه لمؤدية الأصوات اليابانية “ ميوري شيمابوكورو” و لا الخدمة الإلزامية لأي مُعين بظهير أو تنفيذ خيار الهُيام بتجنيد ! فقفز قفزته الأولى و حوّش على شقة بإحدى الشوارع الرئيسية بقرية الصياح ليكتبها في اسم أخيه و يحولها إلى استقبال وفود قوس قزح …!
والتبرير لهذا الانتقال الطبقي كان لزاما إيجاد سيولة مالية لشق الطريق ولو بأعمال الدين والورع ، وليس أسهل من ركوب وديان و مركبات توريد أي شيء حتى ولو كان غبارا أو غبرة سوداء أو بيضاء ! لا يهم فهي مما خف حمله و كثرت غلته ، لكن بعدما خبا ضوء القنديل بين وديان القرية انكشف المستور وظهر ما كان يدور ، و نزلت الملائكة لصاحب الموطور في المدينة و الأعمدة الهرقلية و تتبع مسار التنين إلى قرية التفاحات الذهبية ..
حدث بعدها ! أن ظهرت الأنوف قد ازكمتها الغبرة البيضاء و لم تعد تشم من الفساد إلا الأوراق الزرقاء ، فكانت صيحة تقتلع أملاك ” العوامرة ” و شقق العرائش التي راكمها الحجل و بيّض بيضه فيها ، خاصة إذا تدخلت الجمارك لمصادرة ممتلكاته المتأتية من الغبار و أزالت عمامة السياسية عن هذا الملف ، لعل و عسى يبيض وجه الحجل و يواتي ميولاته القزاحية ..!
و إلى أن يعود الحال و حالات التجلي سنراقب ما هو مُحال حتى ينكشف الحال . انتهى .