ماروك24ميديا
بقلم : عبد القادر العفسي
اعذروني أيها القراء الكرام و الكريمات قبل البدء في “تقدير موقف” موضوعة المقال لبد أن أجيب على بعض الأسئلة ، على أن ما نسعى إليه هو قطع حبال الاستسلام و الانفعال بإشراك الجميع في مصيرنا الواحد عبر تغير موقفنا من “الاهانة” بالحسم معها و لا نعود تقديسها و جعلها ناموس و قدر ورغبة البعض في أن ننحني لها لتحرقنا من دواخلنا ؛ نخبرهم أن التجاوب مع التطلع و الأصالة كأمة عظيمة نقفز فوق نطاق التمني إلى نطاق التفاعل و السير في الحق باعتباره قدر ذاتي إرادي لكل إنسان ، بالتالي نطرح الأمراض و النواقص الهائلة و ما يشوب كل المناحي ..فبرغم دسائس المغرضين و دعايات المعينين بظهير و المنتخبين بتزوير والقاطنين في المجارير وضاربي دفوف البندير …فليس دافع الخوف هو المانع في التخفي بين الكلمات بل الأمان لذتنا و الإيمان و ما تفرضه الوقائع بالتروي و عكس صورة الحقيقة بما يجري في الواقع …انتهى .
طيب ؛ يبدو أن المشهد السياسي داخل جماعة العرائش في حاجة إلى توصيفات جديدة أو إلى علماء السياسة لفك طلاسمه و البحث له عن توصيف جديد خارج ما هو معروف …
فبعد إقصاء حزب الاستقلال من تدبير الشأن المحلي بمؤامرة حزبية إدارية رغم تبوئه المرتبة الأولى و رغم حصول أمينه العام على مقعد برلماني بالإقليم و دخوله إلى لتسير الحكومي في إطار التحالف الثلاثي ، رغم كل ذلك فإن الفريق الاستقلالي بجماعة العرائش وجد نفسه رغم أنفه في إطار المعارضة !
لتحدث المفاجأة بعد ذلك و يتم إدخال حزب الاستقلال للأغلبية باتفاق مع رئيس المجلس المُعين ! و بإشراف واضح لجهات أخرى ..!؟ و بالإكراه كما يرددها إمامنا “مالك” رضي الله عنه (حكم المكره لا يجوز ) ، مما يضرب في الصميم العملية الديمقراطية و استقلالية الأحزاب ، لكن هذا الدخول لم يجعل لحزب الاستقلال أي آليات لتأثير أو المساهمة في قرارات الجماعة لتبقى منزلته بين المنزلتين فلهو منخرط في أجهزة المكتب و لهو بقي مصطف إلى جانب المعارضة الهمايونية !
ليظهر أن فعل ممارسة السياسة بنُبل قد انتفى نهائيا أو أنّ حزب الاستقلال بالعرائش ليس لديه القرار أو أنّ هذا الحزب كالباقي تمت قرصنته و اختراقه فضاع قراره …هو فشل إذن بممارسة السياسة كما هو متعارف عليه وفق تعهدات واضحة تُعلن للعموم ، وهو كذلك فشل لحزب عتيد منحته صناديق الاقتراع ثقة جماهيرية أُسيء استخدمها رغم توفره على بعض الكوادر القادرة على ممارسة السياسة الحقيقية ، لكن يبدو أنّ منطق اللقط و ضغط لوبي “النعناع الأخضر” و “الأراضي الخصبة و العقار والمال العام ” كان أقوى و ألْزَم من أدبيات سيدي علال الفاسي !
لم يعد العمل السياسي مشتهى بالعرائش ، لم يعد للنضال من دور في ظل تحالف الُلقط والسلطة على خلق حالة “فراغ” و “خواء” بالتهديد و الزجر و تخراج العينين للتغطية على حالة كارثية لحاضرة لازالت تحمل شيئا من نُبلها و تتجرعه في صمت بين زوايا المقاهي البعيدة عن المتلصصين .
إنها حالة رعب أو خلق رعب ميزتها الفراغ و تسويق الكلام الفارغ تُؤطره إيديولوجية مخزنية لا تقدير لها على أنها تخلق وحشا كاسرا ستحصد نتائجه قريبا لأنها قتلت كل نُبل للسياسة و كل سياسة وسيطة ، و كأنها بذلك تحرق الحقل السياسي و المدني و لا تختلف في ذلك عن أيديولوجيات الظلام و التمكين و التوحش حتى تُسيطر …هو خيط رفيع بين العقلانية و التفكير لصالح الوطن و بين البطون الفاسدة و التفكير في مراكمة الثروات .
و كل عام و التوحش على أبوابكم
فاللهم أحفظ هذه المدينة وهذا الوطن