منابعة/ماروك24ميديا
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين كمكون من مكونات المجتمع المسلم ، نعبر عن بالغ استنكارنا وإدانتنا للإساءة التي تمثلت في استخدام شخصية المسيح عليه السلام، نبي الله و رسوله ، بطريقة مسيئة وغير لائقة في افتتاحية الألعاب الأولمبية بباريس .
إن هذه الأفعال لا تعبر فقط عن عدم احترام المشاعر الدينية للمسلمين والنصارى على حد سواء، بل تتجاوز ذلك إلى انتهاك القيم الإنسانية و الأخلاقية العامة.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
– “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ” (المائدة: 116).
كما نذكر بقوله تعالى:
– “وَإِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا” (الأحزاب: 57).
و نستذكر هنا أيضاً ما قامت به فرنسا سابقاً من إساءات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم، والتي أدت إلى غضب واسع النطاق في العالم الإسلامي هي من صميم ما قامت به الآن في حق نبي الله عيسى عليه السلام قال الله تعالى: لا نفرق بين أحد من رسله .
إن هذه الأعمال ليست مجرد تصرفات فردية، بل تُعتبر إهانة جماعية للمسلمين حول العالم و إساءة لمقدساتهم.
أما فيما يتعلق بالدعوة العلنية للشذوذ الجنسي، فإننا نرفضها بشدة، فالإسلام يعتبر الزواج بين الرجل والمرأة الأساس الوحيد للعلاقات الزوجية الشرعية، و نستنكر أي محاولات لترويج سلوكيات تتنافى مع الفطرة السليمة. قال الله تعالى:
– “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ” (الأعراف: 80).
وفي الحديث الشريف، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن” (رواه البخاري ومسلم).
إن هذه الإساءات المتكررة، سواء كانت موجهة نحو النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو المسيح عليه السلام ، تُعتبر استفزازاً خطيراً لمشاعر ملايين المؤمنين حول العالم.
لذا و لغيره نطالب الحكومة الفرنسية و اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية بتقديم اعتذار رسمي غير مشروط عن هذه التصرفات غير المسؤولة، و ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وواضح ضد كل أشكال هذه الممارسات و التصرفات المشينة و المستفزة .
إن التساهل مع هذه الأفعال المشينة و اللامسؤولة وغير المحسوبة التي تستفز مشاعر أتباع الأنبياء والرسل ستؤدي إلى إشعال نيران الكراهية و التصادم بين المجتمعات .
كما ندعو إلى اتخاذ خطوات عملية ومباشرة لضمان عدم تكرار مثل هذه الإساءات في المستقبل، و نؤكد أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات الصارخة، و سنواصل الدفاع عن كرامة أنبيائنا ومقدساتنا بكل الوسائل المشروعة و المتاحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن المكتب التنفيدي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 25 محرّم 1446 الموافق ل 31-07-2024