ماروك24ميديا
سيف اكثم المظفر
مضى على استلامه مهامه التنفيذية، في محافظة النجف الاشرف قرابة شهر ونصف، ترأس خلالها أكثر من ثلاثة مائة اجتماع، وعلى مدى عشرين ساعة عمل فعلية يوميا، رافقته في أغلبها وشاهدتها عيانا..
كانت دائما خطواته تسبق الآخرين، كأنه في سباق مع الزمن، ولو كان لليوم أكثر من أربعة وعشرين ساعة، لما ترك دقيقة تنفذ منه، دون متابعة أو قرار أو لقاء.. حتى أن كثيرا من مرافقيه أصابهم الإرهاق ، رغم أنهم يتناوب بعضهم على وجبات متتالية، إلا أنه الوحيد الذي لا بديل له في العمل.
جولات ماكوكية منذ الفجر انطلاقا إلى العاصمة، للقاء وزير-بشأن أو مشروع- ما يخص النجف المقدسة، ليعود ظهراً عند أحد مداخل المدينة، مترجلا من عجلته للوقوف على الخطة الأمنية فيها، ومتحركا باتجاه أحد المشاريع في منتصف ذاك الطريق بخطوات مسرعة، وهو يسلم على العاملين يسألهم، وكأنه يبحث عن شيء داخل كل شخص فيهم محفزا داخلهم القوة والصدق والإخلاص، لخدمة هذه المدينة المقدسة.
كادر الإعلام الذي عمل مع عدد ممن سبقه من مسؤولين، يقر بأنه لم يرافق رجلا بهذه الهمة والفعالية، يخرج الخامس فجراً ولا يعود حتى بنفس فجر اليوم التالي، فمتى واين ينام؟ إن لم يكن في السيارة التي يتنقل بها!
المصورون يشتكون فلم نلحق به، أنه يسير بخطوات سريعة، ومع ذلك لديه رؤية واضحة، فلم تقلل تلك العجلة من تركيزه قيد أنملة..
اعتقدنا جميعا أنه لن يستمر هكذا لوقت طويل، إلا أننا قد خسرنا الرهان لحد الآن، وما زال بعد كل هذا الوقت، بذات النشاط والفعالية والتركيز..
الحق يقال فبالرغم من عملنا مع أرباب عمل، في مختلف المجالات ، كان دوماً هناك من يتفوق في جانب، لكنه يخفق في آخر، لكن هذا الرجل اليوم وفق ليجمع قدرا ليس بالقليل من النقاط، كالقوة والتركيز والفعالية والقدرة والمطاولة..
ندعوا له بان يوفق، ولفريقه الصبر والثبات، ليس لاجله أولا، ولكن لخدمة مدينة امير المؤمنين، عليه واله أفضل الصلوات، فهي تستحق الأفضل.