ماروك24ميديا
عين إنريكي الثاقبة وتحليلاته الدقيقة، تناست للحظات نجوم إسبانيا والمغرب، وركزت على لاعب غير معروف ذا هيكل جسدي ضعيف القوام. لويس إنريكي استنجد بردّة فعل تدل على الانبهار، وبكلمات فصلتها عديد التقطعات، قال: “اللاعب رقم 8، لا أتذكر اسمه… ولكن يا إلاهي! من أين أتى هذا اللاعب… إنه مُبهر”
صار ذاك اللاعب معروفا، وصار اسمه مُتداولا بين جميع الألسنة، بعد كل طلّة مع منتخب المغرب أو مع فريقه الجديد بعد المونديال مارسيليا؛ عز الدين أوناحي…
لم يتغير قوامه أبدا وبقي هزيلا كما كان، عظامه تكسو عضلاته وليس العكس كالبقية… ولكن هذا العامل الذي يرى فيه البعض نقطة ضعف، جعل منه أوناحي مصدر قوة…
أسد الأطلس المغربي تحول لغزالٍ يتنطط بين المساحة والأخرى، يقفز بين أقدام اللاعبين، يحمل الكرة ويجري بها دون أن تلتقط العين المجردة بداية تحركه ولا نهايته، بل تنتظر الإعادة على التلفزيون لتتيح للعقل فرصة التحليل..
أوناحي – الضعيف جسديا- لا يخاف الثنائيات، بل يدخلها ويربحها، لأنه لا يعتمد على جسده وإنما يرتكز على قراءاته السريعة للوضعيات التي من الممكن حدوثها، ثم يتخذ القرار وغالبا ما كان صائبا، وهذا إن دلَّ على شيء فيدل على ذكائه وفطنته..
سأكتفي بهذا الحد، كي لا يقول لي الإخوة المغاربة أن “عيني” قد تصيب أوناحي.. ما سأقوله أن اللّه سيحيمه بإذنه، راجيا أن يتطور أكثر وأكثر، ويقدم الإضافة لمنتخب بلده وللكرة الإفريقية..