ماروك24ميديا
السياسة هي فن الممكن كما يقال، والسياسة هي عمل نبيل إذا اقترنت بأبعاد أخلاقية، لكن للأسف السياسة بطبعها ماكرة أيضا، حيث تتوجه لخدمة أجندات جمعوية خاصة بالولاءات السياسية.
يُعتبر العلامة “ابن خلدون” في كتابه “المقدمة” من الأوائل الذين تطرقوا لتبيان مفهوم الريع على أنه “كسب دون عمل”، كما استعمله “آدم سميث” في كتابه “ثروة الأمم” باعتباره شكلا من أشكال المردود المالي، وميّزه عن الرزق الذي يتطلب جهدا.
إذا أردنا أن نستعير مفهوم الريع من اصطلاحه الاقتصادي إلى الاصطلاح السياسي، فإننا لا نتردد في افتراض وجود “ريع سياسي بمدينة فاس” في الحقل الجمعوي يتمظهر بأشكال مختلفة، ومن ضمنها برنامج أوراش، فإن هذه العملية تتم في مجملها ضمن ظروف غامضة، وقلما تستفيد منها الجمعيات النشطة وإنما تستفيد منها تلك التي تنشط تحت لواء أحزاب الائتلاف الحكومي بالدرجة الأولى، إذ بالمقابل تكافئها في تعبئة أعضائها خلال الحملات الانتخابية والدعاية لمسؤوليها والتشهير بمنافسهم.
إن التمادي في هذه الاستراتيجية من طرف الأحزاب السياسية لا يشجع مستقبلا بهيكلة مجتمع مدني قوي وقادر على فرض وجوده كي يتمكن من لعب دور الشريك وقوة اقتراح ضرورية تسمح بضبط موازين القوى وتوازنها على المستوى المحلي والوطني.