عبد الواحد التواتي / ماروك24 ميديا
بينما أنا أتبحر في الشبكة العنكبوتية بحثا عن المستجدات التي تخص عالم اليوم ومجتمع اليوم؛ اثار انتباه وجود خبرا على شبكة الفايسبوك يتحدث عن تنظيم تظاهرة ثقافية كبيرة تهم إحياء التراث الجبلي بمدينة غفساي تحت شعار “التراث كنز تاريخي ودعامة أساسية لخلق الثروة والمحافظة عليه مسؤولية الجميع”.
لا أخفيكم ان هذا الخبر أسرني كثيرا لانه يرتبط بتثمين الموروث الثقافي والتراثي والطبيعي لمنطقة جبالة عموما ومنطقة غفساي على وجه الخصوص..
نعم انه موضوع مهم جدا لان التراث يجعلنا دائما على اتصال بالماضي وبحضارة اجدادنا ويحافظ على هوية اسلافنا؛ فهو إذن جسر يربط الحاضر بالماضي والمستقبل .
ومما لا شك فيه أن الموروث الثقافي يشكل كنز مهم ورأسمال ثمين جدا ؛ لذلك أؤيد جملة وتغصيلة تنظيم هذه التظاهرة الثقافية التراثية خصوصا وان منظموها أغنوها ببرامج وفعاليات مهمة والتي من شأنها أن تساهم في بناء التنمية المحلية من خلال الاستثمار فيه بنظرة اقتصادية في بعدها السياحي.
وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى أن السياحة التراثية تلعب دورا رائدا وطلائعيا ورًا في مجال تحقيق التنمية المستدامة، عن طريق تحفيز المجتمعات الإنسانية على حماية وتثمين موروثها الإنساني المشترك محليا ووطنيا ، لما يحمله من هوية حضارية قيمية ملهمة، توحد الشعوب على ثقافات متباينة في بيئات دولية تراثية؛ كما تشجع المجتمعات الزاخرة بمواقع تراثية على ترويج تراثها الثقافي أيًا كان تصنيفه وقيمته، ضمن الأطر التشريعية والتنظيمية الكفيلة بتقديره وحفظه تواترًا بين الأجيال في البيئة المحتضنة للتنوع الثقافي المحمي، بإدخال طرائق رقمية تكنولوجية ناجعة وفعالة، تساهم في تنشيط رقمنة التراث الثقافي خدمة للتنمية السياحية المستدامة، وصونًا للتراث الثقافي من الاندثار والتلاشي، وتسويقه كمنتوج سياحي إلكتروني جاذب للسياحة الثقافية عالميًا. إن رقمنة التراث الثقافي وتحويله إلى معلومات إلكترونية مختلفة النمط والشكل، هو خطوة لابد أن تواجهها الدولة الجزائرية تشريعيًا، لجرد مصنفها ومواكبة عصرنة قطاعها الثقافي والسياحي على حد سواء، حيث تبني مسار رقمنة المنتوج السياحي التراثي بات تحديًا جديًا لتثمين الممتلكات المادية واللامادية، بالتوافق مع السياسة الوطنية لتهيئة المجتمعات الجبلية وتنميته المستدامة، والأدوات المجالية ذات الصلة بدعم السياحة التراثية الثقافية الوطنية من خلال دعم التراث المحلي وتثمينه.