google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / الكويرة: أرض غامضة في أقصى الجنوب المغربي، حيث تتشابك الجغرافيا مع السياسة

الكويرة: أرض غامضة في أقصى الجنوب المغربي، حيث تتشابك الجغرافيا مع السياسة

ماروك24ميديا

الكويرة، هذه المدينة الصغيرة التي تقع عند أقصى نقطة جنوب الصحراء المغربية، تختبئ بين رمال الصحراء وأمواج المحيط الأطلسي، محاطة بسحر غامض يجعلها واحدة من أكثر المناطق إثارة للاهتمام في المنطقة. بجوار الحدود الموريتانية وعلى بعد حوالي 40 كيلومترًا من مدينة نواذيبو، تتميز الكويرة بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها نقطة تلاقٍ بين المصالح الجيوسياسية والطموحات الاقتصادية. رغم صغر حجمها وغياب السكان الدائمين عنها، فإن هذه الأرض تحمل في طياتها إمكانيات ضخمة لم تُستغل بعد.

تُعد الكويرة بوابة بحرية نادرة على المحيط الأطلسي، وتتمتع مياهها الإقليمية بثراء هائل من الثروات البحرية، خاصة مخزون الأسماك الذي يمكن أن يشكل قاعدة لصناعة صيد بحري قوية. إضافة إلى ذلك، موقعها القريب من الحدود يجعلها محورًا محتملاً للتجارة الدولية بين شمال إفريقيا وغربها، إذا ما تم تطوير بنيتها التحتية بشكل فعال. الكويرة ليست مجرد قطعة أرض صغيرة، بل هي رمز لفرص اقتصادية هائلة تنتظر استثمارها، سواء في مجال الصيد البحري، أو السياحة البيئية، أو حتى التحولات التجارية الكبرى.

التاريخ والسياسة أضافا إلى غموض الكويرة. في الماضي، كانت هذه المدينة ميناءً صغيرًا يعج بالحياة والحركة. ومع تصاعد النزاع حول الصحراء المغربية، أصبحت الكويرة منطقة حدودية ذات أهمية استراتيجية، حيث تخضع حاليًا لإشراف المغرب، بينما تراقبها قوات الأمم المتحدة لضمان استمرار وقف إطلاق النار في المنطقة. ورغم غياب السكان والبنية التحتية الحديثة، إلا أن الكويرة تظل رمزًا للطموح والسيادة، وميدانًا لصراع خفي بين المصالح الجيوسياسية.

البيئة الطبيعية في الكويرة لا تقل إثارة عن أهميتها السياسية. تلتقي الكثبان الرملية الشاسعة بشواطئ المحيط الأطلسي في مشهد يخطف الأنفاس، يجعل منها منطقة سياحية واعدة لمحبي الطبيعة والهدوء. ومع رؤية استراتيجية، يمكن أن تتحول الكويرة إلى وجهة سياحية فريدة تقدم تجربة مزيج بين الصحراء والبحر.

رغم الهدوء الظاهري، تظل الكويرة منطقة نابضة بالإمكانات. مستقبلها يتوقف على الإرادة السياسية والتخطيط الاستراتيجي لتحويل هذه الأرض النائية إلى مركز اقتصادي وسياحي نابض بالحياة. الكويرة ليست مجرد مدينة، بل هي قصة غير مكتملة تنتظر أن تُكتب، وإرث استراتيجي يمكن أن يتحول إلى جوهرة الجنوب المغربي إذا ما أُحسنت استغلال إمكانياتها الطبيعية والسياسية والاقتصادية.
بقلم :سعيد الشرموح
جريدة : ماروك 24

شاهد أيضاً

العدالة تأخذ مجراها في قضية رئيسة جمعية أمان للتنمية المستدامة”

ماروك24ميديا في خطوة تعكس التزام القضاء المغربي بمكافحة الفساد وتبديد المال العام، أصدرت غرفة الجنايات …

إعلان التوبة بين الادعاء والحقيقة: قراءة قانونية في ظاهرة التحول المفاجئ

ماروك24ميديا في الآونة الأخيرة، تصاعد الحديث حول إعلان نوفل موسى، المعروف إعلاميًا بـ”صوفيا طالوني”، توبته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *