عرفت العاصمة الإسماعيلية يوم أمس الجمعة 5 أبريل 2019 بالمركب الثقافي محمد المنوني، إفتتاح المهرجان الدولي لآلة القانون في دورته الرابعة ، المنظم تحت شعار : ” موسيقى دامجة للشباب ” .
حيث عرف حضور مكثف ،الى جانب عامل مكناس عبد الغني الصبار، ومنتخبين وفنانين ومثقفين.
على نغمات معزوفة ” يا من لعبت به الشمول ” التي أدتها مجموعة المتمدرسين بالمعهدين البلدي والوطني، والتي ظلت ترن في الآذان، ألقى عبد الرحيم البرطيع الكلمة الإفتتاحية لإدارة المهرجان الذي أكد أن الإندماج في العالم المحيط بنا يمر عبر جسور الإنفتاح والحوار والتعايش، مشيرا الى أن التنمية الإقتصادية والإجتماعية لايمكن أن تتم إلا من خلال الإعتناء برأسمالنا الرمزي والعلمي والثقافي، مضيفا بأن حاضرة مكناس كانت دائما وعلى مر التاريخ فضاءا للحوار بين آفاق حضارية متعددة الأصول والفروع : إفريقية، أمازيغية، عربية، أوروبية، وهو ما منحنا نموذجا متفردا ومشرقا للتعايش والإندماج. وأكد البرطيع أن الثقافة المغربية قادرة على الوقوف جنبا الى جنب مع ثقافات العالم دون شعور بالدونية، مدافعة عن نفس القيم الكونية للإنسان وقدرته الخلاقة.
افتتاح المهرجان تميز أيضا بحضور رشيد الطالبي، نائب رئيس جماعة مكناس الذي اعتبر تقديم معزوفة ” يا من لعبت به الشمول ” من طرف براعم المدينة العازفين على آلة القانون أكبر هدية يمكن أن تقدم للجمهور الحاضر، مبديا لسروره لقدرة أبناء المغاربة على الحفاظ على التراث من خلال إتقان العزف على آلة القانون التي كانت تبدو آلة موسيقية جد صعبة وبالغة التعقيد لدى الأجيال السابقة، وأضاف الطالبي أن هذا يطمئن على مستقبل مدينة مكناس التي تضم طاقات في جميع الميادين، وضمنها المجال الفني، حيث أنجبت مكناس قامات كبيرة وضمنهم الفنان أمهاوش الذي يعد من أكبر العازفين على آلة القانون على الصعيد الوطني.
بدوره عبر يوسف البزاوي عن المديرية الجهوية لوزارة الثقافة عن سروره للإحتفاء بآلة القانون التي تعتبر بمثابة “قانون ” باقي الآلات الموسيقية سواء منها الشرقية أو الغربية، مضيفا بأن آلة القانون تستحق أن يكون لها مهرجانات على غرار باقي الآلات الموسيقية، فهي تتميز باتساع مساحاتها الصوتية ونغماتها العذبة والشجية، منوها بجهود جمعية السنابل الإسماعيلية للموسيقى والإبداع التي أضافت الشيء الكثير لهذا المهرجان الذي انبثق في بدايته عن مديرية وزارة الثقافة بمكناس، كما انفتحت على تجارب عربية دولية، كما تطرق الى جهود الجمعية لتجاوز صعوبات البدايات، حيث قدمت دورتين متميزتين تمكنت من خلالها من تحبيب آلة القانون للجمهور، ولا غرابة في ذلك – يضيف البزاوي – فكل اعضاء الجمعية هم من الموسيقيين وعازفي آلة القانون أو المولوعين الذي يجمعهم عشقهم لهذه الآلة الموسيقية.
فقرات السهرة الإفتتاحية تميزت بالتنوع الكبير، حيث كانت البداية بكشكول مغاربي يضم عازفين من المغرب وتونس والجزائر، أبدع فيه العازفون العزف على مقاطع موسيقية لأغاني شهيرة بالمنطقة المغاربية ونذكر منها ” يا الرايح وين مسافر “، ” لا موني لي غارو مني “، ” بنت بلادي ” والتي نالت تصفيقات الجمهور الحاضر، قبل أن يتم تكريم العازف الكبير على آلة القانون عبد الفتاح الوالي اعترافا لعطائه المتميز ولمسيرته التي دامت لسنوات طوال ولمساهمته الكبيرة في استمرار وتحبيب وتقريب هذا الفن من قواعد كبيرة من المتلقين، قبل أن يتجدد اللقاء مع آلة القانون من خلال العازف الشهير على آلة القانون التطواني رشدي المفرج الذي نال بدوره إعجاب الجمهور الحاضر ودرع التكريم.
وتواصلت السهرة الإفتتاحية بتقديم معزوفات على آلة القانون، من طرف العازف الياباني علي شانغو ماصودا، والفنان محمد الحرزلي ابن مدينة مكناس الذي أبدع في عزف مقطوعات لأغاني كلاسيكية مغربية، قوبلت بإعجاب وتنويه ضيوف المهرجان، كما أبدعت العازف التونسية هناء بوخريص جذبة في تطويع أوتار آلة القانون بأناملها لتنتج نغمات موسيقية أطربت الآذان، قبل أن يسدل الستار على السهرة الإفتتاجية بمعزوفات رائعة للعازف السوري يامن جذبة، ولمجموعة ” العود في ضيافة القانون ” برآسة الفنان التهامي الحوات، وكورال نغم برآسة سعيد الركي.
وقد سلمت دروع التكريم من طرف إدارة المهرجان على العازفين ضيوف المهرجان تحت تصفيقات الجمهور الحاضر.