متابعة/ماروك24مديا
الخبز، هذه المادة الحيوية التي لا تخلو منها مائدة مغربية، أصبحت اليوم مصدر قلق يتزايد يوماً بعد يوم. فرغم كونها أساس كل وجبة، فإن جودة الخبز الذي يستهلكه المواطن البسيط تعرف تراجعاً مخيفاً، في ظل غياب واضح للمراقبة الصحية والرقابة المحلية.
في جولة بسيطة بين الأحياء الشعبية وأسواق المدينة العتيقة، يصادفك خبز لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى من المعايير. شكله غير متناسق، رائحته غريبة أحياناً، وطعمه يثير الشكوك. ويكفي النظر إلى سطحه المغطى بغبار غير متجانس وشكله غير الطبيعي، كما توضح الصورة المرفقة، لتدرك أن شيئًا ما ليس على ما يرام.
إن جشع بعض أرباب الأفرنة العشوائية بلغ حدوداً تنذر بالخطر. فمن تقليص وزن الرغيف إلى استخدام مواد غير قانونية تشبه في تأثيرها “البونج”، لا لشيء إلا لزيادة الهامش الربحي، يتم العبث بصحة المواطنين دون رادع أو محاسبة.
نحن لا نقطع الأرزاق، لكن لا يمكن التغاضي عن هدر صحة المواطنين. كيف يمكن لمواطن بسيط، بالكاد يستطيع توفير قوت يومه، أن يكون مضطراً لشراء خبز يفتقر إلى الجودة والسلامة؟ أليس من حقه أن يأكل خبزًا نظيفًا وصحيًا دون أن يُضحّي بصحته؟
نداءنا اليوم موجه إلى مسؤولي مراقبة الصحة والسلطات المحلية: أين هي لجان التفتيش؟ أين هي مراقبة الجودة؟ متى يتم التصدي لهذه الممارسات التي تسيء إلى صورة المهنة وتعرض حياة الناس للخطر؟
إن الوقت قد حان لإعادة النظر في كيفية تنظيم ومراقبة قطاع المخابز، ووضع حد للتسيب والفوضى. فالمواطن المغربي يستحق خبزًا يليق بكرامته، ويستحق أن يشعر بالأمان على مائدته اليومية.
سجاع احمد