أوتغولت حسن
تعيش غابة القريعات منذ سنوات، أوضاعا بيئية كارثية، حيث تم استغلال حوالي 10 هكتارات منها كمطرح عشوائي للنفايات المنزلية، بموجب عقد مع مصالح المياه والغابات. ويستقبل هذا المطرح حوالي 80 طنا من النفايات المنزلية يوميا، من بلدية مدينة تيفلت، إضافة إلى نفايات جماعتي سيدي علال البحراوي وسيدي عبد الرزاق.
ويشكل مطرح غابة القريعات خطرا بيئيا كبيرا على الأراضي الفلاحية، وعلى الفرشة المائية والغابة، كما أن النفايات المتراكمة به لا تخضع لأية معالجة. وكل هذا نتجت عنه روائح كريهة، بالإضافة إلى تكاثر الحشرات والقوارض، والعديد من الأضرار الأخرى، التي يقول المختصون أنها مست كذلك الفرشة المائية.
وسبق أن تمت برمجة مشروع لتأهيل مطرح القريعات، بدعم من كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، من خلال تحويله إلى مطرح مراقب، يتم فيه تدوير النفايات ومعالجتها، وذلك في إطار البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية والذي يتوخى إنجاز مطارح مشتركة لفائدة 350 مركزا حضريا وإعادة تأهيل 300 مطرح غير مراقب، وتحسين عملية جمع النفايات والنظافة لحوالي 300 جماعة، لاسيما من خلال التدبير المفوض في أفق 2023.
وتقع غابة القريعات بمحاذاة الطريق السيار، وتبعد عن مدينة تيفلت بحوالي 5 كيلومترات، مساحتها الإجمالية 750 هكتار. أنشئت هذه الغابة نهاية سنة 1960 من طرف مصالح المياه والغابات، وهي محسوبة على تراب الجماعة القروية لأيت بلقاسم.
وجدير بالذكر فإن حرق النفايات له مخاطر صحية كبيرة على الإنسان والبيئة كون النفايات تحتوي على العشرات من العناصر والمركبات الكيميائية الناجمة عن المعادن الثقيلة كالرصاص وغيرها.
وتعاني، ساكنة تيفلت بشكل متكرر من انتشار الدخان الكثيف الذي يغطي سماء المدينة وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية على صحة المواطنين والمواطنات وكذا الأطفال مما يسبب مشاكل صحية عديدة وحالات اختناقات لدى المصابين بالأمراض التنفسية، بالإضافة إلى الأضرار البيئية دون أن تتدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل فعلي ونهائي لهذه الانبعاثات التي حوّلت حياة السُكان إلى جحيم.