مازال فيروس كوفيد-19 ينتشر ويحصد الضحايا بين كثرة مصابة فتشفى وقلة تصاب فتهلك. ولكن هذا حال الكثير من الأمراض التي رأيناها في السابق، ولم نرَ هذا التعامل الإعلامي والتجييش الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي لمحاربته وضبطه فما القصة؟
بعيدًا عن نظرية المؤامرة. دعونا نفسر هذا بأقرب طريق وبأسهل وسيلة ودون لف أو دوران. السبب الأول هو أن هذا الفيروس سريع الانتشار وقد يصل إلى أي شخص في العالم. السبب الثاني هو أن هذا الفيروس خطر على كبار السن.
الذين يديرون العالم ليسوا الشباب، إنهم كبار السن، هم خائفون على أنفسهم وهذه هي القصة فقط. الفيروس خرج بطريقة طبيعية ولم يتم صنعه، ولكن ما تم صنعه هو هذه البروباجاندا التي لم نرها تجاه أمراض أخرى فتاكة. إنهم خائفون على أنفسهم من هذا الفيروس السريع الانتشار، وهم خائفون على أنفسهم لأن سنهم عالية ولم يجدوا بعد الدواء أو اللقاح.
هؤلاء لا يكترثون للملاريا لأن البعوضة لن تسافر آلاف الكيلومترات إليهم، ولا يكترثون للسل ولا اكترثوا لـ إيبولا لأنه لن يصلهم مع أنه مرض معدٍ وفتاك، غير أنهم في منأى عن ذلك كله.
لا أقول إن هذا الفيروس غير خطر ولا يجب ضبطه أو اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الناس منه، فجميعنا لدينا أحباب كبار في السن ولا نريد لهم أن يتأذوا. ولكن الكيل بمكيالين هنا واضح. فكما تهمهم أرواحهم، كان يجب أن يهتموا بأرواح الناس في إفريقيا وفي الدول الفقيرة.
احموا أنفسكم بالبقاء في بيوتكم، ولكن لا تدخلوا الرعب إلى قلوبكم وقلوب من تحبون، فالرعب أصلاً يضعف المناعة ويشغلها بمعارك وهمية.
زكرياء عالم
كاتب رأي