ماروك24ميديا
في إنجاز غير مسبوق يُكتب في تاريخ السياحة الوطنية، استقبل المغرب خلال عام 2024 ما يقارب 17.4 مليون سائح، محققًا رقمًا قياسيًا يُبرز مكانته كواحدة من أبرز الوجهات السياحية عالميًا. هذا النجاح الباهر لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لجهود متكاملة شملت تحسين البنية التحتية، وتعزيز الربط الجوي، وتطوير عروض سياحية مميزة تجمع بين سحر التراث الثقافي وروعة الطبيعة الخلابة. المدن الكبرى مثل مراكش وأكادير وطنجة قادت القافلة، مُبهرة العالم بعروضها السياحية المتطورة وتجهيزاتها الفريدة، ولكن ماذا عن المدن الصغيرة والمناطق النائية؟ هنا يجب أن نطرح تساؤلاً صريحًا: هل استفادت هذه المناطق بالقدر الكافي من هذا الزخم؟
مناطق مثل ورزازات وتافروات بدأت تجد لنفسها مكانًا على الخريطة السياحية بفضل جهود أهلها وتعاونهم في تعزيز السياحة البيئية والثقافية، لكن الطموح يجب أن يكون أكبر. على المدن الصغيرة أن تتحلى بالشجاعة والطموح لتقديم نفسها كوجهات بديلة، فالمغرب لا يملك فقط مراكش أو طنجة، بل يملك قرى ومناطق خلابة قادرة على أسر قلوب الزوار بروعتها وأصالتها. يجب أن نرى مشاريع محلية جريئة، ومبادرات سياحية مبتكرة تجعل هذه المناطق شريكة في قصة النجاح.
السياحة في المغرب لم تكن مجرد أرقام لامعة بل ضخّت في شرايين الاقتصاد الوطني أكثر من 140 مليار درهم، ووفرت آلاف فرص العمل، ما جعلها ركيزة أساسية للتنمية. لكن المدن الصغيرة يمكنها أن تكون شريكًا أكبر في هذه الحصيلة إذا استغلت مواردها الطبيعية والإنسانية بذكاء وعزيمة. عام 2025 يفتح أبوابه بوعود جديدة وتحديات أكبر، ولن يكون النجاح حكرًا على المدن الكبرى فقط. إنها دعوة لكل المدن والقرى الصغيرة لتنهض، لتبتكر، ولتصبح جزءًا لا يتجزأ من الحلم السياحي المغربي. العالم ينتظر منكم المزيد، والمغرب لا يزدهر إلا بتكامل كل مناطقه، فاجعلوا من مناطقكم وجهات تليق باسم هذا الوطن
بقلم : سعيد الشرموح
صحيفة :ماروك24ميديا