ماروك24ميديا
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها المشهد الصحي العالمي، يواجه المغرب تحديات متزايدة تتعلق برصد ومواجهة فيروسات ناشئة تهدد الصحة العامة. وبينما تتداول التقارير العلمية حول انتشار سلالات فيروسية جديدة مثل الفيروس البشري الميتابنيمووي (HMPV) ومتحور “XEC” من فيروس كورونا، تثار تساؤلات ملحّة حول جاهزية المنظومة الصحية الوطنية لمواجهة سيناريوهات مشابهة لتلك التي أربكت العالم خلال جائحة كوفيد-19.
السلطات الصحية المغربية أعلنت أنها لم تسجل حتى الآن حالات إصابة بالفيروسات المذكورة، مشددة على أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية التقليدية. ومع ذلك، فإن الاكتفاء بالتصريحات المطمئنة قد لا يكون كافيًا في مواجهة واقع يشير إلى تسارع وتيرة انتشار الأوبئة عالميًا. فالسؤال الأهم هنا هو: هل يتوفر لدى المغرب منظومة مراقبة صحية متطورة بما يكفي للكشف المبكر عن هذه الأخطار؟ وهل تكفي التدابير الحالية لحماية المواطنين في حالة تفاقم الوضع؟
في السياق ذاته، تأتي حالة الإصابة بمرض جدري القردة التي تم تسجيلها سابقًا كمثال على اختبار جاهزية النظام الصحي. وعلى الرغم من السيطرة على الحالة ومعالجتها، فإن التعامل مع مثل هذه التحديات يكشف ضرورة تعزيز الشفافية في التواصل مع الرأي العام وإطلاعه على الخطط الوقائية بدلاً من الاكتفاء بالإجراءات الظرفية.
المغرب، كغيره من الدول، مطالب برفع مستوى الجهوزية والتخطيط الاستراتيجي لمواجهة الأزمات الصحية المستقبلية. لا يمكن أن تظل الوقاية مجرد دعوات عامة أو إجراءات مؤقتة؛ بل يجب أن تتحول إلى منظومة شاملة تضمن استجابة سريعة ومدروسة لأي تهديد صحي.
إن التحديات الصحية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، لكنها تضعها أمام اختبار حقيقي في كفاءة التخطيط والقدرة على التصدي. وبالمثل، فإن وعي المجتمع والتزامه يلعبان دورًا محوريًا في تعزيز الوقاية. ومع تسارع ظهور الأمراض المعدية، يبقى التحدي الأكبر في الجمع بين اليقظة، الشفافية، والابتكار لضمان حماية الصحة العامة وضمان ألا تتحول أي أزمة جديدة إلى كارثة غير محسوبة العواقب.
بقلم: سعيد الشرموح
صحيفة : ماروك 24