حسن أوتغولت/ماروك24ميديا
عرفت مدينة الخميسات خلال بداية الموسم الدراسي لهذه السنة ظاهرة إختفاء بعض القاصرات عن حضن أسرهم مما جعله أمرا محيرا وغير واضحة الصور وأغلب هذه الحالات هي بنات لم يبلغن بعد الخامسة عشرة من عمرهن…وبعد أيام معدودة من نشر صور المختفيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك حتى يعودوا بعد ساعات أو أيام قليلة حتى ينشر خبر رجوع تلك الطفلة إلى حضن عائلتها وهي في صحة جيدة (على الأقل مايبدو ظاهريا) ولا وجود لسبب أمني او جرمي وراء هذا الاختفاء المفاجئ الحكاية لن تنتهي هنا ونغلق هذا الملف الاجتماعي الأسري الخطير بالاحتفال بالرجوع وتقديم الشكر لرجال الأمن ولكل من ساهم في العثور على الطفلة، هذا اسمه استهتار وتهرب من الواقع المرير لأنه يتوجب علينا الغوص في الظاهرة لنعرف أسباب هروب أو اختفاء البنات القاصرات من منازل أسرهن.
مما لا شك فيه ان الطفلة التي تتجرأ في ترك حضن عائلتها لتختفي عنهم لبضع أيام أو للأبد لديها دوافع قوية للقيام بذلك… وأغلبها مشاكل نفسية سببها بيئتها ( العائلة- المدرسة-الاصدقاء…) فنجد من تريد من وراء ذلك الاختفاء لفت انتباه أهلها ليحيطوها برعايتهم واهتمامهم ويشعروها بالأمن والآمان هذا لو فهموا الرسالة…سبب أخر هو العنف اللفظي أو الجسدي الذي تتعرض له داخل عائلتها وآخر، الهروب من الواقع المتردي……الأسباب عديدة وراء اناشار ظاهرة اختفاء القاصرات تختلف من أسرة إلى أخرى ومن بيئة إلى اخرى لكن تبقى طريقة التربية والتعامل مع تلك الطفلة هما السببين الرئيسيين في اختفائها أو بالأحرى هروبها…علينا إذن إعادة النظر في طريقة تربية البنات بصفة خاصة والأطفال بصفة عامة…
الأبوة ليست في منح الماديات فقط هي أيضا منح المعنويات وبقوة وغزارة لتقوية مناعة ذلك الطفل ضد أي هزة نفسية
نذكر بعض الظواهر التي يمكنها أن تأثر على نفسية الطفل خاصة الذين هم في مرحلة المراهقة والتي تعتبر من ضمن أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته وهي على الشكل التالي
عدم إظهار المحبة والعطف
إن غياب الحب والحنان، وعدم إظهار المشاعر والتعاطف بين الوالدين، ومع الأطفال؛ يعد واحدً من أهم أسباب حدوث التفكك الأسري، بالإضافة إلى ظهور العديد من المشكلات والآثار السلبية العميقة؛ ومنها، وجود العقد النفسية عند الأطفال، وضعف الثقة بالنفس، والوحدة والفراغ العاطفي الكبير لدى أفراد الأسرة ككل.
الإهمال وعدم تحمل المسؤولية
إن الإهمال وعدم تحمل المسؤولية من قبل الوالدين أو أحدهما، يؤدي إلى نشوء نوع من التفكك الأسري، فغياب دور أحد الوالدين وتخليه عن واجباته، والاتكال على الطرف الآخر، يضعف الأسرة، ويؤدي إلى ظهور آثار نفسية سلبية عديدة عند الأطفال، نتيجةً لعدم تلبية احتياجاتهم النفسية والشخصية كافة، وعدم توافق الوالدين وتعاونهما معًا
الوضع الاقتصادي
قد يؤدي الوضع الاقتصادي المتدهور أحيانًا إلى نشوء التفكك الأسري، نتيجةً لعجز الوالد عن تلبية احتياجات أسرته المادية، وشعوره بالتقصير والعجز وانعدام الحيلة بسبب ذلك، وما يجعل الأمر يزداد سوءًا في معظم الأحيان هو عدم التفهم والمساعدة من قبل الأم والأطفال، وقد يكون الوضع الاقتصادي المرتفع سببًا أيضًا في التفكك الأسري إذا كان الوالدان يسيئان استخدام المال؛ فينشغلان بالسفر، والرفاهية، والكماليات، والأمور المادية؛ ويهملان واجباتهما التربوية تجاه أطفالهما، فيتم ترك الأطفال للمربيات، أو للأجهزة الإلكترونية، مما ينعكس سلبًا عليهم.
قلة الاحترام والإساءة اللفظية
من أسباب التفكك الأسري أيضًا قلة احترام الوالدين لبعضهما البعض، وقلة احترام أفراد الأسرة لبعضهم بشكلٍ عام، واستخدام الإساءة اللفظية من سب وشتم ومناداة بعضهم بألقاب غير مقبولة، والانتقاد المستمر، والكلام الجارح؛ كلها أمور تؤدي إلى آثار نفسية سلبية على أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى حدوث التفكك الأسري، وتدني احترام الطفل لنفسه ولعائلته.