قطاع السياحة يعاني من اختلالات بنيوية واختلالات وظيفية

يعد قطاع السياحة من القطاعات الحيوية والاستراتيحية ببلادنا بالنظر إلى أهميتها ودورها الريادي في تحريك الاقتصاد الوطني وتسويق المنتوج الوطني وجلب العملة الصعبة التي تساعد الدولة على سد عجز ميزان الاداءات ..
لذلك بات من الضروري التفكير في بلورة رؤية سياحية بأساليب جديدة وانماط جديدة بالشكل الذي تعزز العرض السياحي وبالجودة المطلوبة ..وتحقيق هذا المبتغى يتطلب وضع اهل الخبرة والكفاءة على رأس المؤسسات المعنية بتدبير القطاع السياحي سواء منها المنتخبة أو التشاركية أو الحكومية أو الاجتماعية التي تعنى بتمثيل شريحة العاملين بقطاع السياحة وروافدها المتمثلة في المجالات الأثرية والفنية والتاريخية وغيرها..

صحيح أن قطاع السياحة تأثر كثيرا بفعل تداعيات جائحة كورونا الوبائية ؛ على إثر توقيف الملاحة الجوية وخطوط النقل البحري المخصصة للسياحة ؛ مما تسبب في تدمير القطاع في عدد من البلدان خصوصا التي لا تملك أي رؤية سياحية مستقبلية .
البلدان التي تنشد مستقبل افضل في قطاعها السياحي ؛ ينبغي أن تتوفر على رؤية مستقبلية تتضمن الكثير من السيناريوهات ومن ضمنها سيناريو حدوث أزمات عالمية او وبائية لكي تعد الجواب بشكل مبكر لكل سيناريو ..
في هذا الإطار يتساءل العديد من المراقبين والملاحظين عن السر في غياب آليات تنشيط السياحة الداخلية أي تشجيع المغاربة على السياحة الداخلية من خلال تحفيزات واغراءات وتغيير سياسة الأثمنة ؛ إذ يجب ان يكون العرض السياحي للمغربي ارخص بكثير من العرض السياحي الموجه للاجانب .
ذات الملاحظين يعبرون أن وزارة السياحة الحالية خسرت الرهان ولم وتصرفاتها ليست في مستوى تطلعات المغاربة بصفة عامة والمهنيين والعاملين بالقطاع بصفة خاصة خصوصا على مستوى الاستثمار ؛ كما أنها فشلت في تنزيل رؤية 2010 ورؤية 2020
المطلوب من الفاعلين والمهنيين بالقطاع السياحي أن يتكتلوا فيما بينهم وأن يقوموا بوضع أصابعهم على مكامن الخلل وأن يخلقوا آلية لإنتاج الافكار والية لصياغة الرؤى وطرق التسويق في إطار تظافر الجهود سعيا وراء تجويد مردودية قطاع السياحة وتطوريها والاستفادة من ثمارها لصالح اقتصاد المغرب وخزينته.