متابعة/ماروك24ميديا
واليوم، تداولت بعض الصفحات الفايسبوكية خبرا مؤلما عن انتحار طفلة لا يتجاوز عمرها 14 سنة، اختارت أن تنهي حياتها شنقا.
ثالث حالة خلال ثلاث نهايات أسبوع متتالية… وإن كان خبر الانتحار حقيقيا، فإن الأمر لم يعد ناقوس خطر فقط بل تجاوزناه إلى كارثة صامتة تتوسع كل أسبوع.
فهل ننتظر الأسبوع القادم ليُعلن عن مأساة جديدة؟
الوضع خطير. والسكوت جريمة.
الصحة النفسية والعقلية لم تعد قضية نخبوية أو رفاهية… بل هي قضية حياة أو موت، خصوصا في صفوف الأطفال والمراهقين.
– إلى الأسر:
أنصتوا لأبنائكم، لا تهملوا تصرفاتهم المفاجئة، لا تستهينوا بدموعهم، لا تسخروا من صمتهم. وراء كل صرخة مكتومة، هناك روح تستنجد.
– إلى المؤسسات التعليمية:
كونوا ملاذا لا مصدر ضغط.
لا تجعلوا التنقيط والدرجات أغلالا في عنق المتعلمين.
وافتحوا المجال لمرافقة نفسية حقيقية داخل المدارس.
– إلى المسؤولين المحليين والوطنيين:
كفى تجاهلا… افتحوا مراكز استماع ومرافقة نفسية في كل إقليم وقرية.
وفروا خطا أخضر مجانيا فعالا للطوارئ النفسية.
أرواح أبنائنا ليست أرقاما في تقارير باردة.
– إلى الجمعيات والمجتمع المدني:
كفاكم انتقائية.
الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الغذاء والكساء.
انزلوا إلى الميدان. نظموا حملات، ندوات، زيارات توعوية للمدارس، تعاونوا مع الأخصائيين.
– إلى الإعلام:
كفى من السبق الصحفي على حساب الألم.
حولوا المأساة إلى منصة للتوعية لا مجرد خبر عابر.
فكرسوا برامج خاصة بالصحة النفسية وحقوق الطفل والمراهق.
– إلى الدولة:
نريد مناهج دراسية تحمي لا تسحق، ونريد أطباء نفسانيين عموميين في كل مدينة ودوار، نريد أن تدرج الصحة النفسية ضمن أولويات وزارة الصحة والتعليم معا.
باسم كل من لم يجد من ينصت له، وباسم الطفلة التي رحلت اليوم، وباسم كل من ينتظر التفاتة كي لا يصبح الرقم القادم… كفى. أنقذوا من تبقى.