متابعة/ماروك24ميديا
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
بعد استعمالها في الحرب الإسرائيلية الإيرانية الاخيرة ، باتت الاسلحة المستخدمة في هذه القيامة الدنيوية مثار جدل ، و تساءل حولها العالم لكونها تاتي على الاخضر واليابس وهي قوة تدميرية قل مثيلها ، وتم استعمالها لاول مرة .
وقد نشرت الجريدة الامريكية الأولى من حيث الانتشار “واشنطن بوست” تقريرا معلومات لم يسبق نشرها عن هذه المخترعة الفريدة من نوعها تدعى آنه دونغ وتبلغ من العمر 65 عاما ، دخلت امريكا كلاجئة هاربة من مدينة سايغون الفيتنامية .
وقد برزت موهبتها مبكرا جدا حيث كانت طفلة واكبت حرب الفيتنام ، وتساءلت كطفلة عن معنى الحرب والاسلحة والدبابات ومع مرور السنوات صقلت موهبتها ، حيث تفرغت لمجال الاسلحة و طورت عدة اسلحة بدائية .
طورت موهبتها أكثر في مختبر ذخيرة تابع للبحرية الامريكية كان يتواجد اواخر سنوات الستينيات امام بيت اهلها بسايغون ، وقد دفعها عمل اخيها كطيار مروحيات لدخول هذا المجال وهي ابنة سبع سنوات .
كان والدها مسؤولا زراعيا رفيع المستوى بحكومة فيتنام الجنوبية المناهضة للشيوعية .وكان تدخل في موجة بكاء شديدة كلما هم أخوها الطيار الحربي بمغادرة بيت العائلة في مهمة رسمية .
وحتى تضمن بقاء اخيها على قيد الحياة ، قررت مساعدته وهي في سن مبكرة وارشدها عقلها الصغير لاختراع الاسلحة لتزوده بافضلها حتى يعود إليها سالما غانما كما تتمنى .
بعد تلك الحرب الشرسة الطويلة ، قطعت الشابة يونغ على نفسها وعدا إن حمتها وعائلتها أمريكا فسترد لهم الجميل يوما ما ، وهو ما كان بالفعل حيث اصبحت الآن العقل المدبر الرئيسي لكل ما يتعلق بصناعة الاسلحة في بلاد العم سام .
بينما كانت مدينتها على وشك السقوط بين أيدي الفيتناميين الشماليين ، نقل اخوها افراد عائلته للفلبين ، ثم بعدها انتقل الجميع لأمريكا وبالضبط للكنيسة المعمدانية الاولى في العاصمة الامريكية واشنطن .
بعدما منحتهم الكنيسة شقة بضاحية ماريلاند ، قالت يونغ بالحرف : «جئنا إلى هنا لاجئين فقراء، والتقينا بالعديد من الأميركيين الكرماء والطيبين. وقد جدّدت مساعدة الأميركيين لنا وترحيبهم بنا عزمي على ردّ الجميل لهم».
سيرا وراء حلمها ، ولجت الطالبة يونغ جامعة ماريلاند وحصلت على شهادة في الهندسة الكيميائية مرتبة الشرف عام 1982 ، وبعدها مباشرة منحتها الجامعة الأمريكية ديبلوم الماجستير في الإدارة العامة اشتغلت بعدها في وظيفة علمية بالبحرية .
بعد أقل من عشرين عاما اصبحت يونغ مديرة لقسم التطوير المتقدم للذخائر غير الحساسة في قسم إنديان هيد ، التابع لمركز الحرب السطحية البحرية، في مقاطعة تشارلز بولاية ماريلاند. ومن تم بدأت فعليا العمل على المتفجرات التي استُخدمت في نهاية المطاف في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حيث أصبحت وقتها قائدة فريق من علماء الجيش الأميركي الذين صنعوا مادة متفجرة من نفس عائلة القنبلة الخارقة للتحصينات المستخدمة في إيران.
وكانت هذه القنبلة هي «BLU-118/B»، وهي قنبلة موجهة بالليزر مصممة للاختراق العميق للأماكن الضيقة مثل الأنفاق تحت الأرض التي كانت تؤوي تنظيم القاعدة في أفغانستان. حسب ما جاء في تقرير الواشنطن بوسط المطول .