متابعة/ماروك24مديا
في ظل درجات حرارة خانقة وغياب شبه تام للفضاءات الترفيهية، تعيش ساكنة مدينة الخميسات على وقع الاستغراب والاستياء من الوضعية الراهنة للمسبح البلدي، الذي تحول من مرفق رياضي تاريخي إلى نقطة استفهام مفتوحة حول واقع التسيير المحلي، ومدى احترام معايير الإنجاز وربط المسؤولية بالمحاسبة.
فبعدما أعلنت جماعة الخميسات عن مشروع لإعادة تهيئة المسبح البلدي، بكلفة تقارب 3.5 مليون درهم، انتظرت الساكنة عودة الحياة إلى هذا الفضاء الحيوي الذي ظل مغلقًا ومهملًا لسنوات. غير أن الواقع فاجأ الجميع، إذ لم يتم تأهيل سوى حوض صغير، بينما الحوض الأولمبي الكبير – الذي كان مفخرة المدينة في سنوات سابقة – بقي مطموسًا وممتلئًا بالأتربة، دون توضيحات رسمية تقنع الرأي العام حول مصير الميزانية المرصودة.
هذا “الصهريج الصغير”، كما وصفه عدد من المرتفقين، لا يرقى إلى أبسط الشروط التقنية للمسابح العمومية، سواء من حيث المساحة، أو عمق المياه، أو شروط السلامة، أو جودة المرافق الصحية والخدماتية المرافقة. كما أن طريقة الاشتغال والتنظيم لم ترقَ لمستوى انتظارات المواطنين، خصوصًا في ظل تزايد الإقبال خلال فصل الصيف.
الساكنة، من موقع المعني المباشر، تتساءل اليوم عن خلفيات هذا المشروع، وعن أوجه صرف الميزانية، وعن الجهة التي تكلفت بالصفقة، ومدى احترامها للمعايير التقنية والمحاسباتية، في غياب شبه تام لتواصل رسمي واضح ومسؤول.
أمام هذا الوضع، بات من الضروري فتح تحقيق إداري وتقني مستقل، لتحديد ما إذا كانت هناك اختلالات أو تفاوتات بين الكلفة المعلنة والنتائج المحققة على الأرض. فالمرفق العمومي يجب أن يُدار بمنطق الكفاءة والشفافية، وليس بمنطق الترقيع والاستخفاف بطموحات الساكنة.
مدينة الخميسات، التي لا تزال تفتقر إلى مسبح بلدي لائق رغم وزنها الجغرافي والديموغرافي، تستحق مشاريع حقيقية تليق بكرامة سكانها، وتواكب حاجيات شبابها وأطفالها، لا مرافق هشة بمواصفات دنيا، تستهلك ميزانيات ضخمة دون أثر فعلي واضح.
بقلم : سعيد الشرموح
ماروك24ميديا