متابعة/ماروك24ميديا
وسط تصفيقات آلاف الشباب، صعد الفنان المغربي طه فحصي، المعروف بلقب ElGrande Toto، إلى منصة السويسي في مهرجان موازين ليقدم عرضًا عالميًا بكل المقاييس. لكن ما إن خفتت أضواء المنصة، حتى انطلقت موجة جديدة من “الاجتهادات الأخلاقية”، لم تأتِ من نقاد رسميين، بل من منصات التواصل الاجتماعي، حيث نصب البعض أنفسهم قضاة على أخلاقه وفنه.
طه لم يغنِ سرًا، ولم يُجبر أحدًا على الحضور. أغانيه متاحة للجميع، ويختار الجمهور الاستماع أو المجيء برغبته. فمن نحن لنحاسبه؟ وكيف نغضب من نجاح فنان يعكس صوت جيل كامل؟
لم يكن هذا الهجوم الأول على طه فحصي. فقد سبق أن هاجمه رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، ونعته بـ”السلكوط”، لكنه لم يتراجع أو يختبئ. بل واصل مسيرته الفنية، حتى أصبح فنانًا عالميًا بأرقام قياسية وعروض دولية، رغم إعلانه صراحة تعاطيه للمخدرات.
وصول طه إلى منصة السويسي في بلدنا المغرب، وعلى مهرجان بحجم موازين، لم يكن صدفة. بل نتاج سنوات من التعب، والسهر، والعقبات، والجهد المضني. منصات كهذه لا تُمنح بسهولة، وخاصة لفنان مغربي بدأ من الصفر، من أحياء شعبية تعاني الإقصاء والتمييز.
طه يمثل فئة من المجتمع المغربي تحلم رغم واقعها المرير. فئة تحاول أن تستمر، أن تحيا حياة ذات أهداف تسعى لتحقيقها، تمامًا كما وصل طه. هو صوت جيل يصرّ على صنع فرصة لنفسه، رغم كل القيود.
طه فحصي ليس مجرد فنان، بل هو مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا، وصوتًا صادقًا لواقعٍ لا يُراد الاعتراف به. هو رمز لجيل يتحدى الأحكام، ولا ينتظر موافقة المجتمع ليصنع مجده.
في النهاية، طه فحصي على منصة السويسي لم يكن فقط عرضًا فنيًا، بل لحظة نصر حقيقي لشاب مغربي تحدى الظروف، وانتزع حلمه بيديه.
أن تستمر رغم الشتائم، أن تبدع رغم الإلغاء… تلك بطولة حقيقية صنعها طوطو.
بقلم: لطيفة بنعاشير