سكينة البياري / طنجة
أثار قرار شركة الزا الاسبانية المفوض لها تدبير النقل الحضري بطنجة ، برفع تسعيرة تذاكر الركوب بالحافلات غضبا شعبيا داخل مجتمع طنجة ، معتبرين هذه الزيادة بالظلم الذي لا يطاق ، ومعبرين عن استغرابهم الشديد لموافقة رئيس جماعة طنجة على هذه الزيادة التي وصفها الرأي العام الطنجاوي بالمجحفة ، مما يطرح اكثر من علامة استفهام؟
وتجدر الإشارة إلى التذكير بأن شركة الزا الاسبانية تستحوذ على أكثر من 75 % من أسطول النقل الحضري بالمغرب خاصة على مستوى المدن الساحلية الكبرى والمدن الاقتصادية، وهو الأمر الذي حذر منه تقرير صادر عن مجلس المنافسة الذي دق ناقوس الخطر من هيمنة واستحواذ شركة أجنبية على ما يناهز 75 % من سيادة قطاع حساس اجتماعي وسيادي يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلم الاجتماعي، ألا وهو قطاع النقل الحضري بالمغرب.
تقارير ذات صلة تشير الى وجود عقدة حصرية بين شركة ألزا و شركة إفريقيا للغاز تسفيد الأخيرة بموجبه برقم معاملات يناهز 100 مليار سنيتم سنوي.
المصادر ذاتها كشفت أن هذه الشركة المحظوظة جدا ، قامت بتجديد عقدتها مع جماعة مراكش بالرغم من أن تقارير المجلس الأعلى للحسابات تقر بوجود خروقات جمة في عهدها السابق و تقارير حالية تتحدث عن وجود شبهة فساد شابت الصفقة التي تم طرزها على المقاس لإبعاد الشركات المغربية من المنافسة.
أما على مستوى العاصمة الاقتصادية ، تم طرز بنود صفقة التدبير المفوض للنقل الحضري بواسطة الحافلات على مقاس هذه الشركة الاسبانية، مما مكنها من الاستحواذ عليها ومن ثمة الشروع في امتصاص ميزانية الدولة بملايير الدراهم سنويا، حيث مؤخرا، بحسب ذات المصادر، وضعت فاتورة تطالب فيها السلطة المفوضة بما يناهز 55 مليار سنتيم ، فيما مصدر أخر يؤكد أن قيمة الفاتورة التي تطالب بها جماعة البيضاء الكبرى تقدر ب100 مليار !!!!
منحى التغول الممنهج من قبل ذات الشركة ينسحب على مستوى جماعة اكادير ، والتي بالمناسبة ان عمدتها هو نفسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إذ أن الشركة لم تلتزم بتعاقدها وتعهداتها فيما يخص تجديد الحافلات بين سنتي 2018 و 2020، أمام صمت المسؤولين و السلطة المفوضة بشكل مثير للريبة ويطرح اكثر من تساؤل.
.
تلكم بعض الخروقات القليلة من سجلات هائلة لا يتسع المجال هنا لسردها ، ما يجعل كل مراقب ومتتبع يتساءل بشكل مباشر من يحمي تغول شركة أجنبية تلتهم ميزانية الدولة بأبشع الصور و تحاول الآن في أوج الأزمة، إشعال نار الفتنة بقرار الرفع من تسعيرة تذاكر الركوب في مدينة طنجة..
المراقبون ذاتهم يتساءلون ما الجدوى من تمكين شركة أجنبية من حصة الاسد في سوق النقل الحضري بالمغرب، مبرزين أنها بحصولها على صفقات جديدة بالبيضاء والرباط تكون قد استحوذت على ما يقارب 75% من أسطول النقل الحضري بالمغرب ، ما يطرح سؤالا عميقا ومستفزا للمغاربة :من يدعم سيطرة فاعل اجنبي على تحويل راسمال النقل الحضري بالمغرب وخاصة بالمدن الكبرى الى الخارج؟
آراء الناس من الشارع الطنجاوي استطلعتها الصحافة المحلية
.