منابعة/ماروك24مديا
في عام 2020، تم المصادقة على مشروع إنشاء نواة جامعية في إقليم الخميسات بميزانية تُقدر بـ90 مليون درهم، وكان ذلك بمثابة وعد بتقريب التعليم العالي إلى أبناء الإقليم. ومع مرور السنوات، أصبحت هذه النواة الجامعية على الورق فقط، بينما بقي الشباب في الخميسات يعانون من غياب الفرص التعليمية القريبة، ويُجبرون على التنقل إلى مدن أخرى لاستكمال تعليمهم الجامعي. ورغم المطالب المستمرة من المجتمع المدني، الذي ظل يضغط من أجل تنفيذ هذا المشروع، لم يُترجم هذا الوعد إلى واقع ملموس بعد. ومع مرور الوقت، يظل السؤال قائمًا: هل ما زالت الخميسات بحاجة إلى نواة جامعية محدودة الإمكانيات؟ الإجابة الصادقة هي: لا. الخميسات اليوم بحاجة إلى جامعة متكاملة تواكب تطلعات الإقليم في مجالات التعليم العالي، وتوازي مكانته الاقتصادية والاجتماعية. إقليم الخميسات، بما يمتلكه من جماعات قوية مثل جماعة ولماس المعروفة بـ”سيدة الماء المعدني”، يحتاج إلى جامعة شاملة لجميع التخصصات الأكاديمية التي تمكن شباب الإقليم من تحقيق طموحاتهم وتساهم في التنمية المستدامة للمنطقة. النواة الجامعية، رغم كونها خطوة إيجابية في وقتها، أصبحت اليوم مطلبًا متجاوزًا، إذ لا يمكن للمنطقة أن تظل تحت سقف مشاريع جزئية لا تواكب تطورات العصر. لذا، فإن التحدي اليوم يتمثل في المطالبة بإنشاء جامعة كاملة تقدم للطلاب بيئة تعليمية متنوعة، تتيح لهم التخصص في مجالات متعددة، وتساهم في تعزيز مكانة الإقليم. إن إبقاء الإقليم في حالة انتظار لمشاريع متواضعة يعكس تهميشًا للإمكانات الهائلة التي يمتلكها، وآن الأوان لأن يُمنح الخميسات ما يستحقه من فرص تعليمية تليق بتاريخه ومكانته.
بقلم :سعيد الشرموح
جريدة : ماروك24ميديا