أوتغولت حسن/ماروك24مديا
افتتحت مساء أمس الأربعاء30 أكتوبر 2024 بمراكش فعاليات الدورة السابعة من المعرض الدولي للطيران، الذي يعد حدثا بارزا في مجال صناعات الطيران والفضاء على المستوى الإفريقي، ويمتد من 30 أكتوبر الجاري إلى 2 نونبر المقبل.
و في كلمة له بمناسبة افتتاح الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران، مساء أمس الأربعاء، أوضح رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش أن “هذا النجاح الذي تعرفه المملكة في هذا المجال بدأت معالمه منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما أقدمت شركة الخطوط الملكية المغربية ومجموعة “سافران” على إنشاء مشروع مشترك لصيانة وإصلاح محركات الطائرات؛ وهو ما ساهم في تعزيز قدرة المملكة على مراكمة الخبرة في هذا المجال وتكوين الأطر البشرية ذات الكفاءة العالية”.
وأوضح رئيس الحكومة، في كلمته الإفتتاحية التي ألقاها على مسامع عدد من مسؤولي شركات صناعة الطيران المدني والعسكري في العالم ورتباء القوات المسلحة الملكية إلى جانب ضباط جيوش عدد من الدول الصديقة للمغرب في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، أن “المغرب شرع، في بداية سنة 2000، في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بصناعة الطيران، ثم أخذ في التموقع كفاعل دولي بارز في النسيج الصناعي للطيران وكوجهة مفضلة لقطاع المناولة في هذا المجال”.
وفي إطار هذه الدينامية، أشار رئيس الحكومة إلى “إنشاء ست منظومات متكاملة لصناعة الطيران عالية الأداء تتوزع بين التجميع والهندسة والصيانة ونظام الأسلاك الكهربائية والمحرك ومكوناته، إضافة إلى نظامين متكاملين للتوريد يضمان اثنين من رواد صناعة الطيران العالمية، وهما “بوينغ” و”كولينز”، مشددا على أن “المنحى الإيجابي الذي يشهده القطاع ساهم في تحقيق صناعة الطيران في المغرب لنمو متسارع مع التزامها بالابتكار وقدرتها على التنافسية العالية؛ وهو ما مكن بلادنا من أن تصبح منصة إقليمية رائدة في صناعة الطيران في إفريقيا”.
وبيّن المتحدث ذاته أن “هذا القطاع الاستراتيجي في بلادنا تمكن من جذب أكثر من 150 مقاولة على غرار “بوينغ” و”إيرباص” و”سافران” وغيرها من الشركات العالمية الكبرى التي اختارت المغرب لتوسيع استثماراتها”، مضيفا: “خير مثال على هذه الشراكات المثمرة هو الشراكة مع مجموعة “سافران”، التي وُقعت أمام أنظار صاحب الجلالة نصره الله هذا الأسبوع بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المملكة”.
ولفت أخنوش إلى أن “هذا التطور المتسارع لصناعة الطيران في بلادنا مكّن هذا القطاع من المساهمة في رفع حجم الصادرات الوطنية، إذ بلغ حجم الصادرات الوطنية لهذا القطاع الاستراتيجي أكثر من 23 مليار درهم في العام الماضي”، مشيرا أيضا إلى مساهمة قطاع صناعة الطيران في المغرب في خلق 24 ألف منصب شغل
وقد تميز حفل افتتاح هذه التظاهرة حضور رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، ووزير الصناعة والتجارة رياض مزور، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، والمدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، ومدير عام صندوق الإيداع والتدبير، خالد سفير، فضلا عن شخصيات أخرى مدنية وعسكرية مغربية وأجنبية.
وتعد هذه التظاهرة الدولية الكبرى، المنظمة بشكل مشترك بين وزارة الصناعة والتجارة، وإدارة الدفاع الوطني، وشركة ميدزيد (MEDZ)، وهي فرع لصندوق الإيداع والتدبير، والتي تحضرها دولة الإمارات العربية المتحدة كضيفة شرف، واجهة من المستوى الأول لعرض آخر ابتكارات القطاع ومنصة لالتقاء المهنيين الباحثين عن فرص الأعمال.
ويشهد معرض هذه السنة مشاركة 200 عارض وأكثر من 75 وفدا رسميا وعروض جوية مذهلة وعرض دينامي، فضلا عن برنامج غني بالمؤتمرات رفيعة المستوى التي تتناول الاتجاهات الناشئة والتحديات الحالية والمستقبلية في القطاع.
وتضم لائحة العارضين المرموقين الأسماء الكبرى في صناعات الطيران والدفاع، وضمنهم “ايرباص”، والشركة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير تكنولوجيا الطيران (CATIC)، وEmbraer، ومجلس الإمارات للشركات الدفاعية، وHeliconia وLockheed Martin وTata Advanced Systems.
ويعد معرض مراكش للطيران 2024 أيضا ملتقى عالمي للفرص، إذ يتيح للمشاركين إمكانيات إقامة شراكات استراتيجية، واستكشاف أسواق جديدة، وإبرام اتفاقيات تجارية، وعقد لقاءات أعمال ثنائية.
وانطلاقا من الواقع الصناعي الجديد الذي فرضه إدماج الذكاء الاصطناعي و الروبوتية في السلاسل الإنتاجية، سيضع معرض مراكش للطيران 2024في الواجهة تكنولوجيات الصناعة 4.0 وتطبيقاتها في قطاع الطيران.
كما يسلط المعرض الضوء على الشركات الناشئة المحلية التي تعمل على تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة بهدف المساهمة في رفع التحديات الكبرى للقطاع.
ويشكل مستقبل صناعة الطيران المغربية محورا مركزيا ضمن فعاليات هذا المعرض، من خلال تسليط الضوء على التطورات الرئيسية للقطاع.
يشار إلى أنه “بفضل الرؤية الملكية، تطورت صناعة طيران قوية في المغرب على مدى العقدين الماضيين”، مما يوفر اليوم إمكانات هائلة من الفرص للفاعلين العالميين في هذا القطاع.
ويوجد اليوم أكثر من 147 شركة تعمل في المغرب، تخلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل وتحقق معدل إدماج يبلغ 40 في المائة، من بين أعلى المعدلات في العالم.