متابعة/ماروك24ميديا
أن تكون مواطنا صالحا، و نظيف اليدين، و تطالب بمحاربة الفساد و ربط المسؤولية بالمحاسبة، فهذا حق من حقوقك، أما كونك من السماسرة و المسترزقين الذين شاركوا في إفساد الإنتخابات، فهذا ليس من حقك، لأنك بعت شرفك و كرامتك، و خدعت المواطن الذي وضع ثقته فيك، و صوت على من تنعتهم اليوم بالفاسدين.
لقد ظهرت مجموعة ﻣمن يسمون أنفسهم “بالمخلصين الشرفاء”، محاربوا الفساد، يطالبون بربط المسؤولية بالمحاسبة، من بينهم الذين كانوا بالأمس القريب، يقدمون صورة مشرفة على من لا شرف و لا كرامة له، مقابل بعض الدريهمات، كما كانوا بوسائلهم الإحتيالية، يقنعون المواطن المغلوب على أمره ب :
“هذا هو السيد اللي غادي انصوتوا عليه … راه معقول… ويلا عندك شي اوليدات ما خدامينش، غي ينجح ايخدمهم …”
قمة الخيانة !!!
فكيف لمن كان سببا في غرس و سقي الفساد، و التطبيل له، و نشره، أن يطالب اليوم بمحاربته، و ربط المسؤولية بالمحاسبة ؟
من هو الفاسد المفسد في نظركم، هل الذي تربع على كرسي لا يستحقه، أم السماسرة الذين قدموه للمواطنين على أنه “ولي من أولياء الله الصالحين” ؟؟؟
إن الذين خانوا المواطن و الوطن، و أوصلوا سارقي المال العام إلى البقرة الحلوب، هم السماسرة و المسترزقين، الذين ينادون اليوم بمعاقبة المنتخبين الذين أفسدوا البلاد و سرقوا المال و العباد….
هذا النموذج من النفاق المجتمعي، و الخيانة المكشوفة للوطن، لا يوجد إلا عند عبدة الدرهم، الذين يطالبون اليوم بمعاقبة شركائهم الخائنين.
إنها مجموعة اليأس، التي تعودت على الإسترزاق و الإبتزاز، و نهج الطرق الغير قانونية …… و أغلقت اليوم الأبواب في وجهها، و جفت جيوبها …
إذا ﻛﺎﻧﺖ طلباتهم، فعلا، هي محاربة الفساد كما يدعون، و أنهم لا يشتغلون إلا تحت شعار “الله و الوطن و الملك” بقلب سليم، فلماذا لا يعبرون عن حبهم و احترامهم لحامي حمى الملة و الدين، الذي أوصانا باختيار الكفاءات و المخلصين لوطنهم …. و ذالك برفض المال الحرام، و الكف عن الإبتزاز و الإسترزاق … ؟؟؟
أما الحرب على الفساد و المفسدين و ربط المسؤولية بالمحاسبة، فهذا قرار جلالة الملك نصره الله، و أمر من أوامره المطاعة.
إن الأشخاص الذين كانوا بالأمس أبواقا للفاسدين، و كانوا يعلمون علم اليقين أنهم فاسدين، لا يثاقون و لو كرروا ألف مرة الشعار الخالد “الله و الوطن و الملك”…
ع. دويسي