قرار استعمال الكمامات ليس بارتجالي أو متأخر ، بل قرار فرضته ظرفية تطور الدراسات حول الفيروس، أعتقد علينا أن نكون أعمق في تحليل الظاهرة و القرارات التي تصدر عن من يدبر الازمة، نحن لسنا في صراع مع فيروس معروف و له سيرة ذاتية معروفة للعلماء، كلنا نعلم أن فيروس من عائلة معروفة سابقا لكن كوفيد19 وافد جديد، يتعامل معه الخبراء برجوع إلى دراسات أعدت على عائلته لكن هو يبقى غامض إلى اليوم في كثير من تصرفاته.
حتى المعلومات التي جاءت من أول دولة أصيبت بالوباء، كانت غامضة و متأخرة و لم تمكن العلماء من تحديد هوية كاملة لهذا الفيروس، و الدليل هو تحول النازلة إلى جائحة عالمية، لأن الفيروس فعلا غامض و كل التدابير تتغير بتغير المكان و المجتمع و حتى الزمن.
هنا نقف عند آخر قرار عالمي اتحد للاحتراز ضد كوفيد19، و الذي يؤكد على ضرورة استعمال الكمامات، قرار جاء نتيجة توفر معلومات جديد على فيروس كوفيد19، و التي لم تؤكده الصين في بداية الجائحة، بل حتى أوروبا و في منتصف الجائحة لازالت تقول ان الكمامات واجبة على المريض، لأنها تبني القرار على كمية الإنتاج لهذا الحاجز الذي يساعد في عدم انتقال العدوى إلى الإنسان بنسب متفاوتة، لكن في هذا الاسبوع الأمريكان و بعد دراسات متعدد اكتشفوا مظهر آخر للفيروس ما أعلن عنه منها هو مدة بقائه في الهواء، أيضا طرق الإصابة بالعدوى أضافوا اليها الإصابة عن طريق الحديث، أي حتى عند الكلام مع شخص مصاب يمكن أن ينتقل الفيروس، لهذا أشار ترامب لذالك في خطابه بداية الأسبوع الشيئ الذي أثرا صراع عالمي على طلب و إنتاج الكمامات.
إذن القرار هو رد فعل نتيجة معلومات جديد في الحرب مع كوفيد19، تفرض على الدول الإسراع إلى استعمال سلاح دفاعي جديد هو الكمامات، على نفس الطريق المغرب أعلن حالة الاستنفار و طلب من المنتجين اتخاد تدابير لتوفير توازن على مستوى السوق المغربي بين الطلب و الإنتاج لهذا السلاح الجديد، أكثر من ذالك اتخذ تدبير آخر هو تسقيف الثمن و ذالك لضمان الوصول إليه لكل المواطنين.
امر آخر مهم جدا فرض على المغرب اتخاذ القرار بسرعة هو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى بخصوص انتشار الفيروس، جميعا نتذكر أن المغرب كان يؤكد على استعمال الكمامات فقط للمرضى و للذين يعانون من أمراض مزمنة و هذا كان عندما عندما كانت الحالات الوافدة أكثر من المحلية و كان الوباء لازال محصور هنا، لكن اليوم الحالات المحلية أكثر و الوباء أصبح على شكل بؤر عائلية، و هو ما دفع الدولة لاتخاذ قرار توسيع دائرة استعمال الكمامات.
المعطيات الجديدة هي التي دفعت العالم و مغرب على اتخاذ إجراءات جديدة منها الرفع من إنتاج الكمامات و حماية المنتوج للسوق الداخلية، و توجيه المواطنين لاستعمال الكمامات بصفة منتظمة، ذالك لأمرين الأول أن الفيروس يستطيع أن ينتقل عبر الحديث و يبقى في الهواء لمدة من زمن هنا نلمس المرونة في اتخاد القرار، و الثاني و هو لأهم لحماية المتعافين من المرضى خاصة و المغرب في مرحلة مهمة لم يحاصر الفيروس كليا و أصبح ينتشر بدون مراقبة هنا نلمس الاستباقية في اتخاذ القرار، لهذا أرى القرار مرن و استباقي و ليس بالارتجالي و المتأخر.
بقلم أسامة الجناتي