متابعة/ماروك24مديا
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عز وجل:
“ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه” (سورة الطلاق ).
و يقول :
“فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر” (سورة النساء: ).
تتابع اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بقلق بالغ ما تداولته وسائل الإعلام المحلية حول مصادقة المجلس الأعلى للإفتاء على التعديلات الأخيرة التي طالت مدونة الأسرة. وإن صح هذا الخبر، فإننا نُحذر بشدة من هذه التعديلات ، والتي تُعتبر تعديًا صارخًا على حدود الله وانحرافًا خطيرًا عن الشريعة الإسلامية وذلك لأسباب عدة منها :
أولاً: مخالفة شرع الله
إن الأحكام المتعلقة بالأسرة، كالزواج، والطلاق، والميراث، هي أحكام ربانية مُحكمة لا تقبل الاجتهاد بما يُخالف نصوص الكتاب والسنة. قال الله تعالى:
“وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم” (سورة الأحزاب).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي” (رواه مسلم)
إن العبث بهذه الأحكام تحت شعارات “الحداثة” و”المساواة” استجابة للضغوط الخارجية هو انتهاك لحدود الله وإعراض عن شرعه، يُعرّض الأمة لغضب الله وعقابه.
ثانيًا: التخويف من عواقب التعديلات دينيًا ودنيويًا:
1. عواقب دينية:
إن تحكيم غير شرع الله يُعد من الجاهلية و هو من الظلم العظيم الذي يعرض صاحبه لغضب الله وعقابه، وقد حذر الله من ذلك بقوله:
“أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون” (سورة المائدة: 50).
قد يجلب هذا التغيير سخط الله، ويمهد لانتشار الفساد والفرقة داخل المجتمع، حيث قال الله تعالى:”ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” (سورة الروم: 41).
2. عواقب دنيوية:
تفكيك النسيج الأسري وإضعاف الروابط العائلية، مما يؤدي إلى تفاقم ظواهر الطلاق، التفكك الأسري، والانحراف الأخلاقي.
ضياع هوية المجتمع المغربي المسلم، وتبعيته للثقافات الدخيلة التي تُعادي قيمه وعقيدته.
ثالثًا: الدعوة للتوبة والرجوع إلى الله
نُناشد كل من له سلطة أو دور في تمرير هذه التعديلات أن يتذكر قوله تعالى:
“واتقوا يومًا تُرجَعون فيه إلى الله” (سورة البقرة: 281).
وأن يعلم أن الظلم لا يمر دون حساب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة” (رواه البخاري).
النداء الأخير
نُوجه دعوتنا إلى العلماء والدعاة، والمجتمع المغربي بكافة أطيافه، أن يُجددوا العهد مع الله بالدفاع عن شريعته، وأن يُظهروا رفضهم القاطع لهذه التعديلات التي تهدم أسس الدين والمجتمع.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 29 جمادى الثانية 1446