“السياسة المغربية في 2025: تحديات استراتيجية وتوجهات دبلوماسية جديدة”
شهدت الساحة السياسية المغربية تحولات كبيرة في بداية عام 2025، حيث اتخذت الحكومة مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين تطلعات المواطنين ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من أبرز هذه التطورات هو ظهور “التحالف الشعبي”، الذي يضم مجموعة من الأحزاب السياسية التي تتبنى رؤية مشتركة لتعزيز الاستقرار السياسي وتعميق الديمقراطية في البلاد. هذا التحالف يمثل خطوة هامة نحو تقوية الجبهة الداخلية، ويُنتظر أن يشكل قوة سياسية ضاغطة على الحكومة لتنفيذ إصلاحات ضرورية على كافة الأصعدة. في المقابل، شهدت الساحة السياسية تصعيدًا غير مسبوق في محاكمة بعض القيادات السياسية والإدارية بتهم فساد، وهو ما يعكس التزام الحكومة بمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين، رغم الانتقادات التي طالت بعض الإجراءات التي اعتُبرت بمثابة استهداف سياسي لبعض المعارضين. وعلى الصعيد الدبلوماسي، لم تقتصر تحركات المغرب على الساحة الداخلية، بل توسعت إلى السياسة الخارجية، حيث نجحت المملكة في تعزيز مكانتها في المنطقة العربية والدولية، وأحرزت انتصارات دبلوماسية هامة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مما ساهم في تثبيت سيادتها على أراضيها. من جهة أخرى، واصل المغرب تعزيز جهود مكافحة الإرهاب على صعيد الأمن القومي، حيث تواجه المملكة تحديات مستمرة من الجماعات الإرهابية، لا سيما في المناطق الحدودية، ولكنها نجحت في تنفيذ استراتيجية فعالة لمواجهة هذه التهديدات. اقتصاديًا، يتعين على المغرب مواجهة تحديات عدة مثل التضخم وارتفاع الأسعار، وهو ما دفع الحكومة إلى بدء تنفيذ مجموعة من الإصلاحات المالية والنقدية بهدف تعزيز الاستقرار الاقتصادي وخلق بيئة مناسبة للاستثمار. هذه التطورات تشير إلى أن المغرب، في ظل التحديات المتزايدة، يواصل السير نحو تحقيق نمو مستدام واستقرار سياسي، مدعومًا برؤية استراتيجية شاملة تعكس تصميم البلاد على مواجهة المستقبل بكل تحدياته.
بقلم : سعيد الشرموح
جريدة: ماروك 24 ميديا