متابعة/ماروك24مديا
الاسباب الحقيقية وراء الاعتقالات التي تشهدها تركيا . هل هي حملة لمحاربة الفساد ام تخلص من أهم منافس لأردوكان .
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
منذ الثلاثاء الماضي وتركيا تعيش على صفيح ساخن ، إثر الاعتقالات الكثيرة التي تشهدها بلاد الاناضول وعلى راسها اعتقال اقوى منافس حالي للرئيس التركي رجب طيب اردوكان .
بعد اعقال اكرم إمام اوغلو ثارت ثائرة مؤيديه بإسطنبول وبكامل البلاد بوصفه رئيس بلدية العاصمة إسطنبول واحد اهم سياسيي البلاد . واقوى اقطاب المعارضة في تركيا حاليا .
اعتقال اوغلو كان بمثابة الزلزال السياسي الذي تسبب في خلق ضجة كبرى واحدث حالة واسعة من التوثرات الداخلية في قلب بلاد الاناضول ، وقرار اعتقاله كان مفاجئا بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
اعتقال اقوى منافسي اردوكان في الانتخابات القادمة زعزع اركان المعارضة وضربها في مقتل ، بل وحرلها لجثة هامدة لا حول لها ولا قوة . باختصار شديد ، اعتقال اوغلو لم يكن يتوقعه اكثر الحالمين ولا المتفائلين .
مباشرة بعد الاعتقال تباينت ردود الفعل ، فمن الملاحظين من اعتبر الامر تخلصا من منافس شرس لاردوكان لتخلو له الساحة السياسية ويحكم سيطرته اكثر على تركيا والحيلولة دون ترشح هذا المنافس لضمان مقعده الرئاسي في الانتخابات القادمة .
ومنهم من صفق لقرار الاعتقال واعتبره حملة لمحاربة الفساد والنفسدين ، سيما انه تلته اعتقالات اخرى لرؤوس عتت في الارض فسادا وخالفت القانون لسنوات و حان وقت قطافها .
فعلا ، تعد الحملة الأخيرة اكبر حملة لمحاربة الفساد بالبلاد ، خاصة وان النيابة العامة تاكدت من كون الاموال التي حصلت عليها بلدية اسطنبول جراء تعاقدها مع شركات هي رشاوى وتحويلات مالية غير مشروعة للحصول على مناقصات مشبوهة .
وقد تاكد لدى النيابة العامة بما لا يدع مجالا للشك ان حجم الفساد المالي الذي تورط فيه أكرم إمام اوغلو بلغ 560 مليار ليرة تركية ، وهو مبلغ ضخم جدا ، كما تورطت شركات تابعة لبلديته في مخالفات شملت تلاعبا بالمناقصات فضلا عن الاحتيال المالي وممارسات اخرى غير مشروعة .
جدير بالذكر ان فتيل الفضيحة انطلق قبل عام ، وبالضبط بعدما انتشر مقطع فيديو تم تسريبه ويظهر اشخاصا داخل مقر حزب الشعب الجمهوري يخرجون حقاىب ضخمة تحوي مبالغ مالية مهمة ويرصونها على الطاولات لعدها والتاكد من المبالغ التي تحويها . والخطير في الامر انه كان ضمن هؤلاء فاتح كيليتش الذي يعتبر العلبة السوداء لرئيس بلدية اسطنبول اوغلو .
بعد هذه الفضيحة التي نشرها الرئيس السابق لفرع شباب حزب الشعب الجمهوري ، فتحت الحكومة تحقيقا في النازلة لمعرفة مصدر هذه الاموال فظهر العجب العجاب بعد دخول النيابة العامة على الخط .
ومن بين ما طفى على السطح بعد فتح التحقيق ان اربعة عشر عقارا بمنكقة ساربير بإسطنبول تم بيعها لصالح حزب الشعب الجمهوري باتفاق بين شخصيات بارزة في البلدية ورجال اعمال مقربين من حزب اوغلو .
فضائح تشيب لها الولدان كشفتها تحقيقات النيابة العامة تؤكد ضلوع اوغلو في جرائم الفساد المالي وكذا الإرهاب بعدما تبثت علاقته بالحزب العمالي الكردستاني في إطار ما عرف بالاتفاق الحضري الذي شهدته الانتخابات المحلية الاخيرة .
الخطير في الامر ان إمام اوغلو متورط من خلال التحقيقات في تسهيل عملية ترشح اشخاص تابعين لحزب العمال الكردستاني ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري للوصول لمناصب إدارية داخل البلديات الكبرى بالدولة .