google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
الرئيسية / أخبار سياسية / تصريحات وزير العدل….

تصريحات وزير العدل….

متابعة/التواتي عبدالواحد

في مشهدٍ سياسيٍ متأججٍ يتراقص على حافة التساؤلات ويشتعل بنيران الجدل، خرج وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، بتصريحاتٍ صاخبةٍ هزَّت أركان الساحة الوطنية، وأيقظت نقاشاتٍ حادةً حول بنية العدالة، وحدود حرية التعبير، وإرادة الإصلاح.

لقد وجَّه الوزير سهامه نحو بعض الجمعيات الحقوقية، واصفًا إياها بأنها “ثرية”، وملوِّحًا بتحذيراتٍ بدت للكثيرين كإشارةٍ إلى تقويض صوتٍ شكَّل لسنواتٍ نبضَ الضمير المجتمعي. فهل أضحت هذه الجمعيات، التي وُلدت من رحم النضال الحقوقي، في مرمى استهدافٍ مقصودٍ يسعى لفرملة جهودها وكتم أنفاسها؟ أم أن الأمر مجرَّد محاولةٍ لإعادة التوازن بين الحرية والمسؤولية؟

وفي مشهدٍ لا يقلُّ إثارة، وجّه وهبي اتهاماتٍ صريحة لرئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، زاعمًا تورُّطه في أفعالٍ يجرّمها القانون الجنائي. تصريحٌ حادٌّ فجَّر جدلًا سياسيًا محتدمًا، وأعاد إلى الواجهة خصوماتٍ أيديولوجية ظنَّها البعض طيَّت صفحة الماضي. فهل نحن أمام معركةٍ سياسيةٍ جديدة، أم أن الأمر محاولةٌ لتحميل الخصوم السياسيين تبعاتٍ من شأنها خلخلة المشهد العام؟

أما الابتزاز الإلكتروني، فقد أطلق الوزير تجاهه كلماتٍ كالرصاص، مؤكدًا أنه سلوكٌ دخيلٌ لا يمتُّ لحرية التعبير بصلة. دعا وهبي إلى تحصين الفضاء الرقمي، محذرًا من مخاطر التسيُّب والانتهاكات التي تستهدف كرامة الأفراد وأمنهم النفسي، وموضحًا أن من يتوارى خلف الشاشات ليبثَّ سمومه لن ينجو من قبضة القانون.

وسط هذه التصريحات النارية، أصرَّ الوزير على أن الانتقاد حقٌّ مكفولٌ للمعارضة، بل وصفه بـ”الانتقاد المطلق”، إيمانًا منه بأنَّ النقد البنَّاء هو صمَّام الأمان الذي يحفظ توازن الحياة الديمقراطية، ويمنحها حيويةً متجددةً تعصمها من الركود والجمود.

إن تصريحات عبد اللطيف وهبي ليست مجرّد كلماتٍ عابرةٍ تذروها رياح السجالات اليومية، بل هي رسائل مشفَّرةٌ تنبئ عن ملامح مرحلةٍ قادمةٍ يُراد لها أن تكون حاسمةً في تحديد اتجاهات السياسة العدلية والاجتماعية. فهل ستكون هذه المرحلة انطلاقةً حقيقيةً نحو إصلاحٍ جذريٍّ، أم أنها شرارةٌ أولى لصراعٍ متجدِّدٍ بين قوى التغيير ومناصري الوضع القائم؟

المشهدُ مفتوحٌ على احتمالاتٍ شتى، في مغربٍ يسير بخطى متسارعةٍ على حبلٍ مشدودٍ بين إرادة التحديث وعبء الموروث، وبين حرية التعبير ومسؤولية حماية الاستقرار. ويبقى السؤال: هل سيشهد هذا التوتر ولادةَ رؤيةٍ مستقبليةٍ متوازنة، أم أن رياحَ الخلاف ستظلُّ تعصفُ بسفينة العدالة في بحرٍ من الجدل؟
جريدة : ماروك24ميديا
بقلم : سعيد الشرموح

 

شاهد أيضاً

إحباط مخطط إرهابي بالمغرب

متابعة/ماروك24ميديا تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة …

تصريح بعض المتضررين بعين عمير قرب مسجد الرضى(بلاد المسفر فاس)

ماروك24ميديا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *