الزاوية الوزانية/ماروك24مديا
يُعتبر موسم مولاي عبد الله الشريف مناسبة احتفالية بامتياز، حيث تطغى الطقوس الاحتفالية على الجانب الإصلاحي والتنموي. فرغم ما يتخلله الموسم من شعائر روحية ودينية، فإن غياب البرامج التي تستهدف تطوير المجتمع المحلي أو معالجة التحديات التي يواجهها يجعل من هذه الفعاليات مجرد طقوس تنتهي بانتهاء الموسم، دون ترك أثر طويل الأمد في حياة الناس.
ومن هنا يتبين أن هناك تركيزًا كبيرًا على المظاهر الخارجية للاحتفال، بينما يتم إهمال الجوهر الروحي والإصلاحي. فتبدو مظاهر البذخ والاحتفالات التقليدية جلية، لكن دون أن يتبعها أي تأثير ملموس في الحياة اليومية للمجتمع. ينتهي الموسم دون أن يُعزز القيم الروحية أو يساهم في تحقيق التنمية المحلية، حيث تستمر المشاكل الاجتماعية مثل الفقر والبطالة وضعف البنية التحتية دون وجود رؤية مستقبلية واضحة المعالم للتعامل معها.
استمرار هذا الوضع ينبع من غياب إصلاح هيكلي داخل الزاوية الوزانية، سواء على مستوى القيادة أو التنظيم أو على صعيد الرؤية المستقبلية. ينبغي للزاوية أن تستفيد من موسم مولاي عبد الله الشريف كفرصة للتغيير والتخلص من النهج التقليدي الفاشل الذي تتبعه فئة معروفة وأفراد معينون. هذا التوجه الجديد سيُمكن الزاوية من أن تصبح شريكًا فعّالًا في تطوير برامج تنموية، وإطلاق مشاريع إصلاحية تستهدف تحسين حياة الناس وتنمية المجتمع. كما يمكن أن تسهم بفاعلية في تحسين الخدمات الاجتماعية وتعزيز القيم الروحية بما يتناسب مع التحديات الحديثة.
ومع انتهاء موسم مولاي عبد الله الشريف خلال أيام قليلة، ستعود الحياة إلى نمطها المعتاد دون إحداث تغيير حقيقي. “ستبقى دار لقمان على حالها”، و”ستعود حليمة إلى عادتها القديمة”، ما لم تتخذ الزاوية الوزانية على عاتقها مسؤولية تطوير دورها الاجتماعي والروحي بما يتناسب مع متطلبات العصر. الاستمرار في النهج الفاشل والممارسات القديمة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الركود وتأزيم الوضع الداخلي للعائلة الوزانية. في المقابل، يمكن أن يتحقق التغيير الحقيقي إذا تم استثمار هذا الموسم في تنفيذ رؤية إصلاحية تسعى إلى التنمية الشاملة والمستدامة.
محمد التهامي القادري