حزب الأصالة والمعاصرة
تنسيقية البام لمهنيي قطاع التعليم الخصوصي بفاس
فاس في 20 مايو 2020
رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التعليم سعيد أمزازي
سنة شبه بيضاء
بدون رواتب شهرية
لمجموعة من أساتذة التعليم الخصوصي
السيد الوزير المحترم إن إعلانكم شهر مايو المنصرم – بمجلس المستشارين خلال الجلسة الأسبوعية – بأن وزارتكم قررت عدم التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية إلى غاية شهر شتنبر المقبل ، كانت له أسبابه ومبرراته الموضوعية في هذه الظرفيةالتي تعيشها بلادنا، ويعيشها العالم أجمعه ، لكن هو قرار كان يحمل ضربة موجعة في صفوف شغيلة التعليم الخصوصي بالمغرب: نفسيا و مهنيا واجتماعيا ، إذ بمجرد سماع مجموعة من الأسر المغربية بالقرار ، حتى بدأت تهاني النجاح تتبادل بينها وتتقاطر ، وطبيعي أن تلميذا هنئ بنجاحه اليوم ، سيضع غدا محفظته وبما تحمله من كتب الى شتنبر المقبل ، وطبيعي ايضا أن الفريق الإداري والتربوي اللذين كانا يعملان بحزم و تفان فيما أطلق عليه ب : التعليم عن بعد ، منذ أن أعلنت وزارتكم عنه في بداية الحجر الصحي، سيصاب بدوار و اختناق نفسي، عند ما يجد مجموعة من الآباء بدأت تنسحب من المجموعات التي أنشأتها الإدارة التربوية للتواصل معهم ، و مجموعة من التلاميذ لم يعودوا يتابعون دراستهم ، و منهم من يسجل حضوره بدون مشاركة فعلية ، دون نكران أن هناك من الأسر التي ما يزال ابناؤها يتابعون تعليمهم عن بعد وهم فئة قليلة. قرار وزارتكم سيدي الوزير جعل الإطار التربوي يفكر بأن هذه السنة الدراسية هي سنة شبه بيضاء بدون رواتب شهرية، بعد الاعلان عن القرار اصبح مجبرا هذا الإطار التربوي على أن يكمل تعليمه عن بعد ولو مع تلميذ واحد ، لكنه غير متأكد أن راتبه الشهري سيتوصل به كل شهر ، وهو الذي لم يتوصل به منذ شهر مارس . بل هناك السيد الوزير من الأطر التربوية التي أبلغت من طرف إدارتها انه تم الاستغناء عنها بالنسبة للموسم الدراسي المقبل ، وهناك من المؤسسات التربوية التي أخبرت أولياء الأمور بأنها لن تفتح أبوابها الموسم الدراسي المقبل.
نعم يمكن القول ان هذا الوباء عرى ماتعيشه فئات كبيرة من معاناة مهنية واجتماعية ، و شغيلة قطاع التعليم الخصوصي جزء من هذه الفئات التي تعاني في صمت .آن الأوان لوضع حد لهذه المعاناة ، لكونها مسألة كرامة انسان قبل أن تكون لقمة عيش أو راتب شهري.
علما أن أقبح و أسوأ ما تعيشه مجموعة من الأطر التربوية داخل مجموعة من المؤسسات التربوية الخصوصية انها عندما تكون داخل الفصل الدراسي وداخل الفضاء المدرسي تشعر بحق انها أطر تربوية ، لكن عندما تجد نفسها في شهر غشت و يوليوز دون راتب شهري، أو تجد نفسها داخل حجر صحي من جراء وباء أرغم الوزارة على اعلان الدخول المدرسي إلى غاية شهر شتنبر المقبل تتساءل هذه الأطر هل تدخل نفسها في خانة الموظف بدون راتب، او في خانة العامل المياوم او خانة من سد بهم الخصاص ……
مفارقة تحز في النفس، علما أن ما يقدمه الإطار التربوي في المدارس الخصوصية هو نفسه ما يقدمه الإطار التربوي في القطاع العمومي.
كورونا عرت ما تعيشه هذه الفئات من ضيم وحيف يدخل في كرامة إنسانيتها أكثر مما يدخل فيما ستضع في جيبها عند نهاية أي شهر .
دون ان انسى ان مؤسسات تربوية خصوصية تستحق منا التقدير والاحترام وتستحق رسالة شكر منكم لكونها قدمت وتقدم مستحقات أطرها التربوية منذ نهاية شهر مارس .و تحفظ لأطرها كرامتهم .
السيد الوزير هذا غيظ من فيض نثرته لكم على شكل رسالة مفتوحة ، لتقفوا على الواقع المر التي تعيشه هذه الفئة في ظل هذا الوباء وهي داخل منزلها و متطلبات الحياة تحيط بها كأخطبوط متربص على فريسة . اليس من العار ان نترك هؤلاء الجنود رجالا ونساء فريسة لعدو اسمه جيب فارغ يواجه احتياجات وضرورات الحياة .
ختاما السيد الوزير الإطار التربوي لا يطلب شفقة أو منة يطلب كرامة إنسانيته.
امضاء
ادريس محبوب رئيس تنسيقية البام لمهنيي قطاع التعليم الخصوصي بفاس